الخــوف مــن الممــارســة بـالفـــم حقيقة أم وهم؟

تكتب لنا يارا (35 عاماً): «لا أحبذ أبداً ممارسة لعق القضيب، مما يُحزن شريكي. أشمئز من كل ما يرتبط بلذة الفم : الوضعية الجنسية التي تُمثّل الخضوع، الطعم، الرائحة... بمجّرد التفكير في هذا الأمر، تضربني قشعريرة وأعاني غثياناً. ولكن هل بالإمكان البوح بعدم تحبيذ هذا النوع من الممارسات اليوم؟ عندما تتكلًم صديقاتي عن هذه الأمور ببهجة كبيرة، أشعر أنني معقدة وغير طبيعية. هل يجب أن أجبر نفسي؟ أدرك أن رفضي يجرح زوجي. يتّهمني بأنني لا أحبه بشكل كاف. يعتبر أنه دائماً مستعّد لتأمين كل رغباتي بدافع الحب. أعرف أنني أحبه! فكيف تفسّرون أنني مختلفة عن باقي النساء ؟»

د. ساندرين تجيب: كل شيء يُكتسب بالتعلّم

عزيزتي لارا
احذري من طغيان التطلب المتزايد دوماً يا يارا! بإمكانك أن تكوني جداً سعيدة ومتوازنة من دون تحبيذ لعق القضيب بالضرورة. كون لذة الفم غدت مبتذلة لا يعني أنك مرغمة على قبولها من دون شروط. من الأساسي أن تُجرّبي وتختبري وتقلعي عن الشيء بعد أن تكوني كونت فكرة واضحة، وذلك من دون إجبار نفسك.
فالنساء اللواتي يحبذن لذة الفم يَعترفنَ أنهن يحببنَ الشعور بالسيطرة على شريكهن: إذ يقرّرنَ مصير سير الممارسة الجنسية: فباستطاعتهنَ إما وقفها وإما تحفيزها. بالنسبة إلى بعضهنَ، يُمثل لعق القضيب تضحية بالذات أو حتى تعبيراً شخصياً خاصاً: هو بمثابة مداعبة خاصّة بهّنَ، يبرهنَ من خلالها على رغبتهن مواصلة سير العملية. هذه الممارسة تسمح لهن كذلك بالشعور بالسيطرة والخضوع في آن واحد: يتخيلنَ أنفسهن خاضعات، إنما في الحقيقة يسيطرنَ على الوضع.
يعود رفض بعضهن للعق القضيب إلى تربية جداً قاسية ومحافظة: لا وجود للّذة البتة، فالممارسة الجنسية تهدف فقط إلى الإنجاب. يعتبر بعضهنَ أن لعق القضيب بمثابة عملية خضوع، تكون المرأة من خلالها أسيرة، مخنوقة بعضو شريكها كأنها خاضعة لقرار رجل أناني ووحشي. فيما يشمئز بعضهنَ أحياناً من فكرة ماء الرجل، تخشى أخريات من نقص في النظافة أو يرفضنَ رائحة العضو الجنسي. أخيراً، يخشى بعضهن من عدم معرفة كيفية خوض هذه العملية. نقول لهن إن كل شيء يُكتسب بالتعلّم!

مقالات قد تثير اهتمامك