خلفيّات فوز ديلن بنوبل الآداب ٢٠١٦

لم تفاجئ اكاديمية "عجائز" ستوكهلوم العالم بمنح نوبل الآداب قبل قليل لشِعر الفنان الاميركي بوب ديلن، بما انه كان على لائحة الترشيحات. المفاجأة الحقيقية كانت انها وسّعت مفهوم الادب والشعر عبر وضع شعر الاغنية في مصافّ الشعر الصافي و"الكامل" عناصر الشعرية. علماً ان الشعر الملحَّن او المغنّى يُكتَب في العادة ليكون سهل التركيب والصور والمعاني بحيث يصل الى جمهور واسع من جهة، ولا "يعلو" على عنصرَيْ اللحن والصوت في الاغنية. وعللت سارا دانيوس، السكرتير الدائم للأكاديمية، فوز ديلن بأنه "أوجد تعابير شعرية جديدة في الأغنية الأمريكية التقليدية العظيمة". 

يُذكر ان ديلن فنان شامل يكتب ويلحن ويغني او يؤدي احياناً. تأثر بالشعر الاميركي المعاصر من جيل "البيت" الى شتى الشعراء الكبار. وتجرأ منذ خمسة عقود، مع حفنةٍ سواه، على ادخال مواضيع اجتماعية وسياسية الى اغنياته وصار بعضها أناشيد لحركة الحقوق المدنية للأفارقة الأميركيين والحركة المناهضة لحرب فيتنام وسواهما. اي انه تخلص من الرومانسية والانثيال العاطفي المسيطرين على الاغنية العربية، مثلاً، لصالح الهموم الفردية والاجتماعية ومن دون التخلي عن كتابة قصص حب واقعية عاشها ولم يغلّفها بالرمزية والغموض.

مقالات قد تثير اهتمامك