جان دورميسون طوى صفحة حياته عن 92 عاماً تاركاً لفرنسا إرث سحر الثقافة

 فرنسا والفرانكوفونيون حزانى اليوم، إذ استيقظوا هذا الصباح على خبر وفاة الكاتب الفرنسي جان دورميسون، بعد وفاته أثناء نومه بنوبة قلبية، عن عمر يناهز الـ 92 عاما.

إذ نعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من المسؤولين والشخصيات العامة الكاتب والفيلسوف الفرنسي، اليوم الثلاثاء 5 كانون الأول/ ديسمبر، بعد إصابته بنوبة قلبية في منزله الكائن بالضاحية الشرقية للعاصمة الفرنسية باريس.

غرّد ماكرون عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "كان أفضل من عبّر عن الروح الفرنسية، مزيجاً فريداً من الذكاء والأناقة، أمير الكتابة الذي لم يعرف كيف يأخذ نفسه على محمل الجد، المتبصر، المبتسم،  نفتقد منذ الآن كلمات جان دورميسون".

يعتبر دورميسون أحد أبرز الكتاب الفرنسيين المعاصرين، وأغزرهم إنتاجا، وكان قد انتخب عضوا في الأكاديمية الفرنسية عام 1973، ثم انتخب عميدا لها في 2009، عقب رحيل كلود ليفي شتراوس.

كما شغل منصب المدير العام للصحيفة الفرنسية الواسعة الانتشار ''لوفيغارو'' من 1974 إلى 1977، ومنصب الأمين العام ثم رئيس المجلس الدولي للفلسفة والعلوم الإنسانية في اليونسكو.

ولد جان دورميسون في باريس في 16 حزيران/ يونيو عام 1925، لعائلة عريقة بها مستشارين وخبراء ماليين، وسفراء وبرلمانيين، وكان قد حصل عام 1971 على الجائزة الكبرى عن  رواية "La Gloire de l‘Empire '.

في كتابه "في أحد الأيام سأرحل قبل البوح بكل شيء" الذي صدر العام 2013، يحكي الكاتب الفرنسي جان دورميسون ذكرياته في رفقة جدّين مقاومين ويقرّ بأنه عشق النساء والكسل وإيطاليا وبأنه يؤمن أن "من أحببناهم يغادروننا، وبأننا سنغادر أولئك الذين يحبوننا أيضا". أما في "سأقول رغم كل شيء أن هذه الحياة كانت جميلة" (2016) فإنه لا يتردّد في التشكيك بتاريخ ميلاده، ذلك انه ورغم تأكيد والديه أنه رأى النور في السادس عشر من حزيران 1925 لا يسعه سوى التشكيك في ذلك كاتباً "انها إشاعة متداولة فحسب تدعمها مجموعة أوراق تتكرر، من دون أي ضمانة. تتبدى لي هويتي مبهمة في حالات كثيرة وأقرب إلى التخييل القضائي منها إلى الإدراك العلمي".

فعلها صاحب العينين الزرقاوين الضاحكتين ورحل بلا حسرة تماماً كما ظهر في كتابه"في أحد الأيام سأرحل قبل البوح بكل شيء"!

مقالات قد تثير اهتمامك