الدورة الثالثة لـ"ليلة الأفكار" في لبنان: فليحكم الخيال!

في العام الماضي، استقطبت "ليلة الأفكار" _حدث أطلقه المركز الفرنسي في باريس العام ٢٠١٦- أكثر من ١٨٠٠٠٠ شخص حول العالم في مدن امتدّت من طوكيو إلى لوس أنجلوس، مروراً بـستوكهولم وبيروت، واتّخذت طابعاً جديداً مزج بين المناقشة والاحتفال.

يجدّد المركز الفرنسي في لبنان التجربة هذا العام نظراً للنجاح الكبير الذي حقّقه هذا الحدث لا سيّما بين شريحة الشباب. في ٢٥ كانون الثاني ٢٠١٨ ستُقام الدورة العالمية الثالثة لـ"ليلة الأفكار"، وذلك في المركز الفرنسي في لبنان - طريق الشام، بيروت وستكون الترجمة الفورية إلى اللغة العربية متوفرة كما أن الدعوة مجانية.

الحلقة ٢٠١٨

اختيرت صيغة "فليحكم الخيال" الرامزة لـ "أيّار ١٩٦٨" موضوعاً مشتركاً لهذا الحدث حول العالم بعد مضيّ خمسين عاماً على هذه الحقبة العظيمة التي حملت معها تحرّر سياسي ومجتمعي، وولّدت تفاعلات مختلفة حول العالم، لا سيّما في أوروبا والعالم العربي. تعطي "ليلة الأفكار" هذه فرصةً للتفكير معاً حول مصير وإرث هذه التطلّعات التي امتدّت على حقبة بأكملها وأثّرت على أجيال بأجمعها من جهة، ومن جهة أخرى حول قوّة الخيال، والمثالية وأهمّية حلم "تغيير العالم" هذا في عالمنا اليوم.

ستعقد ثلاث طاولات مستديرة ومقهى أدبيّ حول المواضيع التالية: "التحرّكات الوطنيّة الجديدة والانتفاضات"، و"التحرّر والهوية الجنسية: الصراعات المعاصرة" و"قوة الخيال"، بمشاركة مفكّرين وناشطين فرنسيين ولبنانيين. وسيكون هناك أيضاً عروضاً فنية وحفلاً موسيقياً.

البرنامج

يفتتح البرنامج عند الساعة 5.30 مساء في صالة العرض ومن ثم عند السادسة بث مباشر لليلة الأفكار من العاصمة الفرنسية وذلك في مقهى الآداب، وفي الوقت نفسه تبدأ في صالة العرض الطاولة المستديرة الأولى من السادسة إلى السابعة والنصف "التحرّكات الوطنيّة الجديدة والانتفاضات"

 عند سقوط التاريخ وانتهاء القصص العظيمة والأيديولوجيات، تلاشى حلم أولئك الذين أرادوا "تغيير العالم" في العام ١٩٦٨. قضت الشيوعية الاستبدادية على الرأسمالية الليبرالية منذ فترة طويلة وبذلك انتهى الصراع الدائر بينهما. تمرّ المؤسّسات المسؤولة عن تنفيذ البرامج الجماعية للمستقبل – أي الأحزاب السياسية – بأزمة حقيقية في معظم الأنظمة الديمقراطية الحالية، إذ تزعزع إيماننا بـ"المثالية" وانحرف نحو "الإصلاح"، وإذا بالترغيب الشعبوي يستهوينا.

ومع ذلك، أيقظت "سلسلة تمرّدية" الأنظمة الاستبدادية والعالم الرأسمالي من "نهاية التاريخ" منذ العام ٢٠١١: بدءً بـالربيع العربي إلى حركة "احتلوا وول ستريت" (Occupy Wall Street) في الولايات المتحدة، مروراً بحركة "الوقوف ليلاً" (Nuit debout) في فرنسا، وحركة "الغاضبين" (Les Indignés) في إسبانيا، وصولاً إلى حركة "بيروت ميدينتي" (Beyrouth Medinati) في لبنان. بمَ يرتبط اسم هذه التحرّكات الوطنية الجديدة؟ أهي دائمة؟ أهي تمثيليّة؟ ما هو تنظيمها؟ أتحمل إمكانيات يمكن إدراجها في البرامج السياسية للمساهمة في "تغيير العالم"؟

بمشاركة: ساندرا لوجير Sandra Laugier (عالمة بالفلسفة)، وجوزيف باحوط Joseph Bahout (مركز كارنيغي للشرق الأوسط Carnegie  Endowment)، ونيكولاس دوت-بويلارد Nicolas Dot-Pouillard (عالم سياسي - متخصّص في شؤون الشرق الأدنى)، وسنا يازجي Sana Yazigi (الذاكرة الإبداعية للثورة السورية Creative memory for Syrian revolution).

من تقديم: كريم بيطار Karim Bitar

أما الطاولة المستديرة الثانية فتنطلق، في قاعة المكنبة عند الساعة 7.40 وتستمر لمدة ساعة وهي بعنوان"التحرّر: مكانة المرأة ومعارك بصيغة المؤنّث"

يرمز العام ١٩٦٨ أيضاً في الخيال الجماعي إلى حقبة مهمّة حملت عنوان "التحرّر" وتأكيد الحرية الفردية في وجه الضغوط الأُسريّة والمجتمعية. كيف يترجَم هذا الكفاح من أجل التحرّر اليوم؟

سيُطرح موضوعان ضمن هذه الدورة من "ليلة الأفكار": المساواة بين الرجال والنساء، والتحرّر من القوالب النمطية الجنسانية، بما في ذلك تأكيد حقوق المثليين.

بمشاركة: كلودين عون Claudine Aoun (رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة اللبنانية National commission for Lebanese Women)، وندى عنيد Nada Anid (نساء رائدات Woman in front)، وهيام يارد Hyam Yared (كاتبة)، وغادة جبور Ghada Jabour (كفا Kafa).

وعند 8.15 ينطلق مقهى أدبي بعنوان "قوة الخيال" وذلك في مقهى الآداب ويستمر حتى 9.30.

عند بداية كلّ ثورة، يُنسَج الخيال "المضاد للواقع" ويزيل الغموض عن الخيال المهيمن الذي يصفه المحافظون بـ"الواقعية". يُعتبَر "نسج الخيال" فضحاً للأسرار، وعودةً الى المسار السليم، وتعزيزاً لإمكانية سرد رواية عالم آخر وابتكاره. سيكون يا ما كان...

بمشاركة: شريف مجدلاني  Charif Majdalani وأوليفييه سيبان  Olivier Sebban.

بينما يكون هنالك أداء فني بين 8.40 و9.00 في قاعة المكتبة.

فيما تنعقد الطاولة المستديرة الأخيرة، في صالة العرض، بين التاسعة والعاشرة واربعين دقيقة تحت عنوان"التحرّر والهوية الجنسية"

تُعتبَر مسألة الهوية الجنسية اليوم محور المناقشات الاجتماعية والتحرّرية. تشكّل الخطابات والسلوكيات عناصر تعزّز الاختلاف الجنسي. هل من المحتّم أن يهيمن "المذّكر" على "المؤنّث"؟ هل تطوّرت هذه الهيمنة عبر التاريخ والمجتمعات؟

يُعتبَر تحليل موضوع الهوية الجنسية تفكيكاً وكسراً للافتراضات الأولية حول الهوية الجنسية. كما ويُعتبَر أيضاً قبولاً وتعزيزاً لأساليب خرق وزعزعة وإلغاء شكل من أكبر أشكال الهيمنة في مجتمعاتنا وثقافاتنا ومؤسّساتنا وخطاباتنا وآدابنا. وتؤثّر مسألة العلاقات الاجتماعية بين الأجناس على الممارسات الاجتماعية جميعها وتعبر الفكر بمختلف مجالاته.

تساهم ليلة الأفكار في معالجة هذه المسألة.

بمشاركة: ساندرا لوجير Sandra Laugier (عالمة بالفلسفة)، ودينا آش Dayna Ash (هافن فور أرتست Haven for Artist)، وجورج قزي  Georges Azzi (المؤسسة العربية للحرية والمساواة Arab foundation for freedom & equality)، وشربل ميدا  Charbel Maydaa (موزاييك مينا Mosaic Mena)

من تركيب: محمد صبّاح Mohammad Sabbah (مخرج)

وعند العاشرة والنصف ينطلق حفل موسيقي مفاجئ في قاعة  Montaigne

مقالات قد تثير اهتمامك