معرض لفن البوب وافتتاح مكتبة في تدشين المقر الجديد لمعهد ثيربانتس في بيروت

في الثامن من أيّار/مايو الجاري، دشّن خوان مانويل بونيه، مدير معهد ثيربانتس، مقرّ المؤسسة الجديد في بيروت الواقع في مجمّع بيروت الرقمي "بيروت ديجيتال دستريكت".

 وخلال الحفل الذي حضره وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري وسفير إسبانيا في لبنان خوسيه ماريا فيريه دي لا بينيا، أشاد بونيه بـ "الاهتمام الكبير المسجّل في لبنان إزاء إسبانيا واللغة والإسبانية، فضلاً عن منطقة أميركيا اللاتينية حيث لطالما كان الانتشار اللبناني واسعاً". وانتهزها فرصةً للتذكير بأنّ الوجود الإسباني في لبنان يعود لخمسينات القرن الماضي وقت إنشاء المركز الثقافي الإسباني. 

  لطالما تميّز معهد ثيربانتس في بيروت التابع للسفارة الإسبانية بدينامية كبيرة في لبنان وهو لم يغلق أبوابه يوماً، حتّى وقت الحرب التي مزّقت البلد. والهدف من هذا المركز هو نشر اللغة الإسبانية واللهجات الأخرى المعتمدة رسمياً في إسبانيا، فضلاً عن الثقافة الإسبانية.

 وأقرّ الدكتور غطاس خوري خلال كلمته التي ألقاها كاملةً بالإسبانية بأنّ "لمعهد ثيربانتس فضلٌ كبيرٌ على لبنان. فآلاف اللبنانيين تعلّموا هنا خلال عقود من الزمن، وأنا مثلهم درست الإسبانية في رحاب هذا المركز".

 ومع اختيار "هذا المبنى الحديث" في مجمّع بيروت ديجيتال دستريكت قيد التوسّع، "يرتقي معهد ثيربانتس إلى أرقى مصاف الحداثة والتعدّدية الثقافية في لبنان، هذا البلد الذي يسعى اليوم إلى رأب انقسامات الماضي"، وفق ما صرّح بونيه. ويمتدّ مبنى ثيربانتس الجديد الواقع في شارع ناصيف اليازجي على أكثر من 1100 متر مربّع، بعد أن كان المعهد يتّخذ في شارع المعرض مقرّاً له.    

 ودشّن خوان مانويل بونيه مكتبة المركز التي اختير لها اسم "مكتبة فرناندو ديل باسو" تكريماً للكاتب والأكاديمي المكسيكي الحائز جائزة ثيربانتس في نسختها للعام 2015. وسجّل صاحب رواية "بالينورو دي ميخيكو" (1977) المولود في المكسيك سنة 1935 شريط فيديو للمناسبة ذكّر فيه بالروابط الضاربة في القدم التي  تربط العرب بالإسبانية، لغةً وثقافةً. وتلا ابنه أليخاندرو ديل باسو نصّاً مؤثّراً جدّاً صاغه والده للمناسبة تحت عنوان "لبنان في القلب" أعرب فيه الكاتب عن سعادته بإطلاق اسمه على مكتبة في بيروت وعن أسفه لعدم تمكّنه من الحضور شخصياً بسبب هشاشة وضعه الصحيّ.

 واستعرض ديل باسو، الملمّ بتاريخ لبنان، مناهل مشتركة للثقافة تتمثّل في الكنيستين الغربية (الرهبنة اليسوعية والكبوشية) والمشرقية (إنطاكية والموارنة)، مذكّراً في رسالته بأنّ وطنه الأمّ شكّل منذ قرون عدّة أرض هجرة ولجوء لعدد كبير من اللبنانيين، بمن فيهم عائلة "الصديقة العزيزة والنجمة الشهيرة سلمى حايك"، على حدّ تعبيره، وذلك إبّان المآسي التي قاسوها، من الاضطرابات الطائفية في عهد السلطنة العثمانية إلى مجاعة 1914، مروراً بحملات الاضطهاد والمذابح.

 وقام خوان مانويل بونيه، خلال زيارته لبنان، بإبرام خمسة إتفاقات بالتعاون مع المكتبة الوطنية اللبنانية والجامعة اللبنانية وجامعة القديس يوسف ومؤسسة رفيق الحريري ومجموعة "ZRE". وهو شدّد على أهميّة كلّ هذه الشراكات "التي تسمح لنا بتعزيز حضورنا، في الميدان التعليمي والثقافي على حدّ سواء".

 إضافة إلى المركز في بيروت، يوفّر معهد ثيربانتس في لبنان حصصاً لتعليم اللغة في فرعيه في الكسليك وطرابلس. وقد بلغ مجموع المتسجّلين في دوراته العام الماضي 2116 طالباً في 240 حصّةً منظّمةً.

 تخلّل الحفل أيضاً افتتاح معرض فنّ البوب " Revisitaciones & Co" بحضور الفنان الإسباني دومينغو مورينو الذي اكتشف لبنان من خلال روايات ماروخا توريس والذي يقدّم نسخات مستحدثة من أشهر أعمال فنّ البوب، مثل تلك التي تحمل توقيع آندي وارهول والفنان اللبناني الشاب يزن حلواني. وهو يتميّز بأسلوب يزخر بالألوان ويجسّد أبرز قضايا التاريخ الحديث وشخصياته على الصعيدين السياسي والفني، من قبيل حقوق المرأة في السياسة وتشي غيفارا وسلفادور ألينديه وريتا هايوورث ومارلين مونرو، إلى جانب فيروز وأمين معلوف وهيفا وهبي. وستبقى أعماله معروضةً في ثيرفانتس حتّى الخامس والعشرين من حزيران/يونيو 2018.

مقالات قد تثير اهتمامك