كورين سكاف: contact improvisation أول عمل فني راقص في لبنان يكسر حواجز الجندرية!

درست الباليه الكلاسيكي والمسرح في الجامعة اللبنانية، ولم تترك أي ورشة عمل متعلقة بالرقص إلا وتابعتها. وجاءت النقطة التحول في مسيرتها المهنية عندما أتى إلى لبنان راقصان اسبانيان، قدما ورشة عمل حول ما يعرف بـ"إرتجال التماس"، وهناك اكتشفت مرادها. بعد فترة وجيزة، انتقلت إلى فرنسا لإكمال دراستيها في مجال الرقص، وبعدها، إلى النمسا، وهناك، قررت الإنخراط الكلي في هذا النوع من الرقص الذي يدعى بالانكليزية: Contact Improvistation.

وفي حديث خاص لـ"الحسناء" تخبرنا كورين سكاف مؤسسة Contact Camp Beirut عن انطلاق مهرجان Contact Improvisation Performance & Open Jam غدا الخميس في 14 من حزيران ليستمر ثلاثة أيام حتى 17 الحالي في منطقة الفريكة.

أولا، أخبرينا عن الcontact improvisation؟

بدأت في السبعينات مع مصمم الرقص والمتخصص في الفنون القتالية ستيف باكستير، وإذا نظرنا الى خلفيته لوجدنا أنها العامل الرئيسي الذي حفزه على ولادة هذه التجربة المبنية على البحث المكثف. وهذا النوع يُعد من أكثر الأنواع التعبيرية التي تعتمد على دراسة لغة الجسد بين شخصين يتحركان بشكل يسوده الانسجام بالرغم من عدم انتظام التحركات. ويتميز هذا النوع بكسر الحواجز الجندرية بحيث لا مانع من تأدية عرض راقص بين امرأة وامرأة والعكس صحيح، حتى يمكنه أن يعتمد على الايحاءات الجنسية ولحظات حميمية ولكن التركيز ينصب على القصة التي تخلقها هذه الحركات وتتراءى في ذهن الراقص.

الى أي مدى سيتقبل الجمهور اللبناني هذا النوع؟

 بداية، من المهم جدا أن أوضح أن هذا النوع من الرقص عليه أن يكون موضوعا بمحله المناسب أي ضمن اطار فني مبدع. وهذا النوع يعتمد جدا على المخيلة الذهنية فقد استوحى مصممو الرقص القصص والمواضيع من نسج الخيال وغالبا ما نشهد قصصا تظهر بشكل غير متوقع تعتمد على الارتجال والاختبار المتواصل مع الآخر. أعتقد أنه من الصعب جدا أن يتقبلها المجتمع اللبناني في البداية.

ما الهدف وراء هذا النوع من الرقص؟

اكتشفت عدة أمور وهي أن الجو الفني في لبنان يتشابه كثيرا مع الجو السياسيالعام. للأسف نحن لا نعرف كيف نلتقي مع بعضنا البعض. فهذا النوع يوطد العلاقة مع الآخر، بحيث تعزز روح المسؤولية والتواصل.

كيف اكتشفت أنك تنتمين الى هذا النوع؟

أحب التعابير الجسدية، لدي حب اللعب بالحركات الجسدية منذ الصغر. في الصفوف المبتدئة تتعلمين عن نفسك وكل شيء تفكرين وتشعرين به كالخوف والشجاعة.. يتجسد في هذا النوع من الرقص الذي يعد انعكاسا للمشاعر.

ماذا سيضيف هذا النوع من الرقص على حياة المشاركين؟

سيشعرون بجسدهم ويكتشفونه بشكل أعمق. سيعزز التواصل والحوار وتفهم حاجات الآخر والتفاوض على أساسه وكأنهم في حلقة مناقشة متواصلة.

ما المميز بهذا المهرجان عن سواه؟

هو أول مهرجان يعتمد على الجلسات التدريبية ولا يقتصر على العرض الراقص فقط. سنعطي صفوف "اليوغا" في الصباح، تليها ساعات مكثفة مع ممرن مختص لمدة ثلاثة أيام بعنوان "كيف نستوحي من المياه لنرقص للارتجال". ومن ثم لدينا ورشات العمل من خلالها نتعلم التقنيات الاساسية. بعدها، "أداء التجربة" بحيث يطرح شخص ما سؤالا ومن خلاله يدعو الآخرون لكي يتواصلوا معه عبر الرقص الارتجالي الحر لكي يتوصلوا الى جوابا.أما المشاركون، فلا يكون العمر ولا الجنس عائقا لهم.

الى أي مدى يتشابه هذا النوع مع اليوغا؟

يعتمد على اللحظة فاليوغا تعيدنا الى الوعي أي الانتباه الى اللحظة التي نكون فيها مع أنفسنا وما يدور حولنا. أما رقص الارتجال فيفتح مجالات حرة لاكتشاف هذا الجسد الذي يحتوينا.

Contact Camp Beirut أنت المؤسسة... الى أي مدى يرتب عليك مسؤولية بعمر ال33؟ وكيف استطعت أن تحققي هذا النوع من الأعمال؟

أنا مولته بنفسي ولم تقبل أي جهة في تمويله لأنني لست مؤسسة ولا أتبع لأي خط سياسي. أما التمويل يأتي من المشاركين. والذي دفعني أن أقوم بهكذا خطوة بالرغم من أنه كلفني أموالا باهظة وتضحيات أرهقتني جسديا ونفسيا، هو أننا نفتقد للرقص في لبنان. وبالنسبة لي أريد أن أكون حرة بهذا النوع من الفنون فلا أقبل أن أكون مرتبطة بأجندة معينة أو قضية (كاللاجئين، العنف...) بل أريد من الناس أن يقدروا الفن لأنه أولا حق ووسيلة في التعبير.

الى ماذا تطمحين بعد؟

أن أفتح صف راقص في الجامعة ليطال شريحة أكبر من الناس.

لماذا اخترت منطقة الفريكة بالتحديد؟

ستكون في منطقة الفريكة عند "منير أبو دبس" وهو مخرج وأستاذ أنطوان كرباج ساهم في ادخال المسرح المعاصر الى لبنان. عمل جاهدا في بداية حياته، فقد اشترى معمل حرير حوله الى مزرعة ومن ثم الى مسرح صغير.

برأيي اليوم أنه على الدولة أن تقدر هذه المساحات العامة في خلق التواصل بين المواطنين وأن تحافظ عليها لا أن تهدمها لبناء محلات تجارية كبيرة أو استثمارات مادية خاصة. فالبنى التحتية تفرقنا والعكس صحيح. وهذه المساحات تجعلنا نلتقي لنبني أماكن عامة تجمعنا وتعزز التواصل في ما بيننا.

 

مقالات قد تثير اهتمامك