أندريا سوكراتي لـ"الحسناء": "أبواب. الرجاء اللمس" تجربة مهمة جدا!

عشقه لبلدان البحر المتوسط، دفعه للقدوم الى لبنان ليترجم مشروعاً ثقافياً يحمل عنوان "أبواب. الرجاء اللمس" أمام المكفوفين، الذي أطلقته جمعية "Red Oak" منذ أيام. هذا المشروع الذي يعنى بالأشخاص المصابين بفقدان البصرويشمل ذوي الإحتياجات الخاصة، لتمكينهم من الدخول الى المتاحف وتلمسها يُعد اّلأول في لبنان والمنطقة. في لقاء مع المسؤول عن المشاريع الخاصة في متحف Omero لإيطالي أندريا سوكراتي لـ"الحسناء"، يخبرنا فيه عن المشروع وعن مدى استمتاعه في بيروت الغنية ثقافيا وأثرها في نفسه...

من أين استلهمت فكرة المشروع المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة في متحف أوميرو في إيطاليا؟

متحف أوميرو تم تأسيسه لفاقدي البصر لنمكنهم من معرفة القيمة الفنية لأن في المتاحف هناك دائما هذه التعليمة التي تقول: "الرجاء، ممنوع اللمس". والعميان يستخدمون أيديهم كعيونهم لمعرفة واكتشاف العالم من حولهم والفن خصوصا. وهذه الفكرة نشأت خصيصا للعميان ليتمكنوا من لمس المنحوتات والفنون الأثرية والتعرف عليها على أنواعها.

كيف كانت ردة فعل المتلمسين في "أوميرو"؟

كانوا جدا سعداء ومتحمسين للفكرة، للتعرف على الفن الذي غالبا ما يسمعون عنه في الكتب... ولا يمكنني أن أنسى ردة فعل تلك المرأة التي اجشهت بالبكاء أمام منحوتة لمايكل أنجيلو وهي تتلمسها لأول مرة وكانت لحظة مؤثرة لنا جميعا.

ما هي المشاريع التي عملت عليها في المتحف؟

هذا المتحف يتعاون مع متاحف عالمية أخرى كمنصة للتعريف عن منحوتاته المميزة والأدوات الموجودة فيه أو إعطاء دورات تدريبية للموظفين في المتحف وتعليمهم كيف يكونون مرشدين لفاقدي البصر بالإضافة الى تعليمهم الفنون الجميلة.

كما يتعاون "أوميرو" مع مدارس عامة أيضا لنشر الثقافة الفنية منذ الصغر.

ما هي التحديات التي واجهتها عند تطبيق هكذا مشروع؟

أعتقد أن الصعوبة الوحيدة كانت بتغيير هذه الفكرة التقليدية بعدم اللمس، حفاظا على هذا الارث الثقافي. ولكني اكتشفت أنه عندما نضع فاقدي البصر تحت هذه التجربة، نمكنهم من الاندماج في المجتمع والانفتاح له بشكل أسرع.

كيف بدأت فكرة المشروع "أبواب. الرجاء اللمس" مع جمعية "Red Oak

التقيت بمؤسستها نادين أبو زكي عندما كنت أعمل على كتابي عن الفن المعاصر، وعلمت أن نادين تعمل على "أبواب. الرجاء اللمس"، أحببت الفكرة وتحمست لها فاتصلت بها وخلال مشاوراتنا اقترحنا ترجمة الفكرة في لبنان.

وكيف كانت تجربتك في لبنان؟

في خلال وجودي في لبنان، زرت متاحف عدة وتكلمت مع المدراء بحيث سلطنا الضوء على المشروع. أما الخطوة الثانية، فستكون في تشرين الأول بعد عودتي الى بيروت لنقوم بمؤتمر عن موضوع إمكانية وصول فاقدي البصر أو ذوي الحاجات الخاصة في التعرف على الفنون الجميلة في المتاحف من خلال اللمس. واللمس هو حاسة الأولى التي تنمو معنا وآخر حاسة نخسرها. وهي بالتالي تعطينا أو تزودنا بتجربة رائعة مع العمل الفني لذا هي تطال الجميع.

وبعد المؤتمر الصحافي في تشرين الأول، سنقوم بإعطاء دورات تدريبية للعاملين الموجودين في المتاحف. وسيشمل ثلاثة متاحف: الوطني، سرسق، ومقام. كما ونرحب ونشجع مختلف المتاحف بالانضمام معنا في هذا المشروع.

كيف سيستفيد الطرفان من هذا التعاون؟

أعتقد أن أي مشروع مشترك بين بلدين هو مشروع مهم جدا لأننا بذلك نتبادل الأفكار والخبرات الغنية المتنوعة. ولدينا منطقة البحر المتوسط التي تعد قاسما مشتركا بين البلدين والتي علينا أن نكتشفها سويا.

كيف أثرت بك بيروت ؟

هنا، لا أشتاق للمأكولات الإيطالية نهائيا وأفضل نسيانها! أما بالنسبة للأماكن الأثرية فبيروت منطقة غنية ومميزة بجمعها للتناقضات الثقافية والدينية من خلال رؤية المساجد تعانق الكنائس في وسط المدينة وبالطبع هذا له تأثير كبير في نفسي وهذا ما نحتاجه اليوم في أيامنا المريرة.. التسامح، الألفة وتقبل الآخر والمزيد من المحبة!

 

مقالات قد تثير اهتمامك