دار "فندي" تدشّن ترميم نافورة تريفي الايطالية

إستعادت نافورة "تريفي" الشهيرة في روما، احد ابرز المعالم السياحية في العاصمة الايطالية، كامل ألقها بعد الانتهاء من اعمال ترميم استمرت 16 شهرا ومولتها مجموعة "فندي" للمنتجات الفاخرة بحوالى 2.2 مليون يورو.
وبذلك تعود المياه لتملأ مجدداً الحوض الكبير الذي يفصل الساحة الصغيرة عن المنحوتة الضخمة العائدة الى الحقبة الباروكية بمحاذاة قصر بولي في قلب روما التاريخي.
وأطلقت مراسم التدشين الرسمية للنافورة بحلتها الجديدة عند الساعة الخامسة عصراً بتوقيت غرينيتش، بحضور رئيس دار فندي للازياء الفاخرة بييترو باكاري والمدير الفني في المجموعة الايطالية وفي دار شانيل للمنتجات الفاخرة كارل لاغرفيلد.
وتقدر التكلفة الاجمالية لاعمال الترميم بحوالى مليوني يورو.
وكانت انطلقت في 30 حزيران (يونيو) 2014 اعمال ترميم النافورة التي جرى الانتهاء من بنائها سنة 1762. وعند بدء اعمال الترميم قام رئيس بلدية روما اينياسيو مارينو الذي اقيل من منصبه الاسبوع الماضي، بخطوة رمزية تمثلت برمي قطعة نقود معدنية في حوض النافورة.
وقد سبقه الى هذه الحركة مئات الاف السياح من العالم اجمع كما يقتضيه العرف الشعبي المتوارث بشأن هذا المكان. فمن يرمي قطعة نقود معدنية مديرا ظهره الى النافورة سيعود يوما الى "المدينة الخالدة" وفق المعتقد السائد.
وفي كل عام يجمع ما يقارب مليون يورو من القطع النقدية المعدنية من داخل النافورة. وهذه الاموال تصب بالكامل لتمويل جمعيات خيرية.
ويبلغ طول هذه النافورة 26 مترا وعرضها 20 مترا، وهي مصممة وفق النمط الهندسي الباروكي التقليدي وترتبط بقناة لجر الماء من خارج روما.
وطوال فترة اعمال الترميم، استحدثت بلدية روما جسرا صغيرا مصنوعا من زجاج الـ"بليكسيغلاس" كما استصلحت حوضا صغيرا لجمع القطع النقدية التي يرميها السياح الذين لم يكفوا عن زيارة هذا المعلم الشهير بأعداد كبيرة.
وأوضح رئيس مجموعة فندي عند انطلاق اعمال الترميم نهاية حزيران (يونيو) 2014، أن نظام الممرات الزجاجية يمثل "اقل الوسائل سوءا للاستمرار في مشاهدة النافورة واظهارها كما لم يرها احدهم قبلا".
مع ذلك لم يخف عدد كبير من السياح خيبتهم لعدم التمكن من الاستمتاع بمشاهدة النافورة، احدى اجمل التحف من الفن الباروكي والتي حققت شهرة كبيرة خصوصا بفضل مشهد سينمائي محفور في الذاكرة من فيلم "لا دولتشي فيتا" لفيديريكو فيليني يظهر الممثلة السويدية انيتا ايكبرغ وهي تستمتع بمياه النافورة مرتدية ثوب سهرة عند منتصف الليل الى جانب مارسيلو ماستروياني.
واوضح باكاري سبب هذه الرعاية مشيرا الى ان فندي هي "دار ايطالية من روما" لذا "وجدنا الفرصة سانحة لربط اسمنا بطريقة لا تنسى بروما، وهي فرصة لا يمكن تفويتها".
كذلك مولت دار "فندي" التابعة لمجموعة "ال ام في اش" ترميم قصر الحضارة الايطالية في روما، أحد رموز العهد الفاشي والمعروف ايضا بإسم "كولوسيو كوادراتو" (الكولوسيوم المربع)، لتحويله الى مقر رسمي للشركة.
وقد اوكل البابا كليمنت الثاني عشر سنة 1732 الى المهندس الايطالي نيكولاس سالفي مهمة تحديث الحوض الصغير المقام في المكان الذي شهد بعد ثلاثين عاما الانتهاء من بناء نافورة تريفي على يد المهندس نيكولو بانيني.
وشهدت النافورة اخر ورشة ترميم قبل 23 عاما.

مقالات قد تثير اهتمامك