المجتمع الغربيّ لا يُسيء إليهنّ

المجتمع الغربيّ لا يُسيء إليهنّ

معظم الفتيات العاملات في مجال التّصوير الإباحي يعشن حياةً جنسيةً طبيعيةً ملؤها الحبّ مع صديقٍ أو زوج

 يرى الدّكتور سليمان جاري الاختصاصيّ بالصّحّة والاضطرابات الجنسيّة والأستاذ الجامعيّ أنّ التّطوّر الهائل الذي يشهده المجتمع الغربيّ حاليّاً، لا يتوقّف فقط عند التّطوّر العلميّ أو الاقتصاديّ بل يتعدّاه ليخلُق تطوّراً اجتماعيّاً ينعكس على التّقاليد والعادات والسّلوكيّات الإنسانيّة كلّها، ومنها بالتّأكيد السّلوكيات الجنسيّة.

ويُضيف قائلاً: «في هذا التّحقيق، كلّ الفتيات اللّواتي عرضن حالاتهنّ هنّ فتياتٌ غربيّاتٌ يعشنَ ضمن المجتمع الغربيّ ويخضعنَ لتقاليده ومفاهيمه. ففي المجتمع الغربيّ حيث تسود حريّة المرأة من جهةٍ وحيث أصبحت متطلّبات الحياة كثيرةً ومُكلفةً ماديّاً من جهةٍ ثانية، نرى أنّ بعض الفتيات يتّجهنَ إلى العمل في التّصوير الفنّيّ الإباحيّ أو في المحادثات (chatting) الجنسيّة على الإنترنت، وهكذا يكتسبنَ حياتهنّ، وبعضهنّ يوفّرن كلفة دراستهنّ الجامعيّة وغيرها... حتّى إنّ قسماً كبيراً منهنّ يعشن حياةً عاديّةً مع صديقٍ أو حبيبٍ «مُساكن» أو زوج، ويعشنَ معه حياةً جنسيّةً طبيعيّةً ملؤها الحبّ، وبدون أن ينعكس عملهنّ سلباً على حياتهنّ الخاصّة، فالمجتمع يتفهّمهنّ ولا يسيء إليهنّ أبداً».

الاغتصاب... فرضيّةٌ ضعيفة

ويُتابع د. جاري رأيه في ما ورد في التّحقيق بالقول: «أعتقد أنّ هؤلاء الفتيات اتّجهنَ إلى هذا العمل بهدف الحصول على المال وتوفير كُلَف حياتهنّ. لكنّ السّبب الآخر الذي نراه في المجتمعات المختلفة ويدفع بعضهنّ إلى العمل في هذا المجال هو كون الفتاة مغتصبةً أو مطلّقة... فهذه الفرضيّة ضعيفةٌ في المجتمع الغربيّ لأسبابٍ عدّةٍ منها حرّيّة المرأة وحقوقها السّائدة في المجتمع الغربيّ، ومفاهيم المجتمع وتقاليده، التي أصبحت تستوعب وتتفهّم حالة فتاةٍ اغتُصبت أو تطلّقت. ولقد لاحظنا في المدّة الأخيرة إقدام بعض الفتيات في مجتمعنا العربيّ على هذا العمل،والنّماذج التي صادفناها في تجربتنا العمليّة ترتبط بهدف الحصول على عملٍ ومال، حتّى إنّ إحدى الحالات هي امرأةٌ متزوّجةٌ تعيش مع زوجها الذي يعرف تماماً ماذا تفعل!».

تطوّر عالم الاتصالات سيغزو كلّ المجتمعات

بالتّسلّح بالثّقافة

تطوّر عالم الاتّصالات لن يتوقّف عند حدٍّ بل سيتطوّر أكثر وأكثر وسيغزو كلّ المجتمعات، وسيؤثّر حتماً في الواقع الاجتماعيّ والفكريّ والثّقافيّ فيها، ومنها مجتمعنا...

هنا نرى أنّه يجب علينا الاستعداد لذلك بالتّسلّح بالثّقافة والمفاهيم الجيّدة».

مقالات قد تثير اهتمامك