الموسيقار محمد سلطان: فايزة تعيش في قلبي واصالة ليست وفية!

ينتمي الملحن الكبير محمد سلطان الى جيل الرواد المبدعين في عالم النغم، وتمّيز عن الجميع بأعماله التي كانت تصب في خانة السهل الممتنع، كما ارتبط اسمه وفنه باسم زوجته المطربة الكبيرة الراحلة فايزة احمد التي انجز لها عدة اغنيات، وكما برع مع أجيال أخرى، فكان ايضاً سبباً بشهرة عدد من نجوم الغناء مثل أصالة التي يصفها بـ"غير الوفيه". في القاهرة اجرينا معه هذا اللقاء الحصري.

هل اشتقت للبنان؟

-جداً اكثر مما تتخيلين، ولا تنسي ان زوجتي المطربة فايزة احمد هي لبنانية وكنا دائماً نسافر سوياً الى هناك، ونقيم في عمارة يعقوبيان كما يوجد شقة اخرى لها هناك، وكانت كثيراً ما تُحيي حفلات في بيسين عاليه مع العندليب عبد الحليم حافظ، كانت اياماً جميلة فيها حب وفن وسعادة ووفاء.

جمعتك بفايزة احمد علاقة حب وطيدة رغم بعض المشاكل العابرة!

-فعلا، كانت كل شيء بالنسبة لي، وبالمناسبة انا لم ارثها بل تنازلت عن حقوقي لولدينا، واشعر انها لا زالت موجودة معي، كل اغراضها واغنياتها وثيابها موجودة عندي اضافة الى صورتها المحفورة في قلبي ووجداني.

المطربة سعاد محمد كانت صديقتها الصدوقة وكانت تقول لي ان فايزة احمد صاحبة اطيب قلب بالوسط الفني!

- صحيح، فايزة من الشخصيات الطيبة وكنت استوعب عصبيتها لان كنت احبها من كل قلبي، وخلافاتنا العابرة كنا نتغاضى عنها خصوصاً عندما مرضت فحضنتها اكثر الى ان ماتت في احضاني(تدمع عيناه)، اجمل ما في هذه الدنيا هو الحب الحقيقي والوفاء.

هل كنت تغار فيما لو تعاملت مع ملحن اخر؟

-اطلاقاً، بالعكس كنت اشجعها لما فيه صالحها، وهي ايضا لم تكن تغار ابداً فيما لو تعاملت مع مطربة اخرى وكانت تثق بي لاني كنت احترمها واحبها كفنانة وزوجة، وحتى المعجبات كنت اتعامل معهن بحدود اذ لي زوجة كرامتها فوق كل اعتبار.

ماذا عن خلافها مع المطربة وردة؟

- بصراحة لم يكن بينها والمطربة وردة اي عداوة، كل ما في الامر تكهنات وتوقعات من بعض الناس وبعض الاقلام شطح بها الخيال وراحوا يتمنون عداوة بينهما، علما ان وردة كانت بالفترة الاخيرة من ايام فايزة معنا دائماً، والشحرورة صباح كانت صديقتها جداُ وتحبها، وكذلك عدد آخر من نجوم السينما مثل عادل ادهم وحسين فهمي ونجوى فؤاد، ونبيلة عبيد

لكن سعاد محمد كانت بمثابة شقيقتها؟

- سعاد كانت اخت الجميع وجدعة وشهمة وتحب كل الناس وابنتها نهاد كانت بمثابة ابنة لفايزة، كما ان سعاد لم تكن تحب السهرات بل كانت تقصدنا بزيارات عائلية خاصة، وعلى فكرة فايزة هي من طلبت مني ان اعطي اغنيتها "اوعدك" لسعاد محمد، يومها قلت لفايزة "طب ازاي دي ليكي ولونها متطور ويليق بصوتك" لكن فايزة اصرت على ان تقدمها لسعاد محمد، واثناء التسجيل طلبت من سعاد ان تضع كل حنانها في الاغنية لان مدرستي هي التعبير والاحساس وارفض ان يستعرض المطرب عضلات صوته، وهكذا كان ونجحت الاغنية نجاحا كبيراً خصوصا ان لحنها كان سابقاً لعصره، الله يرحم سعاد ويكون مثواها الجنة.

سبقت عصرك بتلحين السهل الممتنع تماما كمحمد فوزي من هو امتدادا لك؟

-"بصي" انا مدرستي التعبير ودائما اربط الكلام باللحن حتى يصل المعنى الموسيقي والاحساس للناس.

*اصالة برعت باعمالك لماذا لم يتكرر اللقاء؟

-اول البوم لاصالة بمصر تعاملت فيه مع مجموعة من الملحنين منهم الشيخ سيد مكاوي وحلمي بكر، ويومها كان معها اغنية محمد حمزة "سامحتك" فرشحني سيد مكاوي لالحن الاغنية وقال لي ان الاغنية ستلمع فيما لو لحنتها، وجاءت اليّ وسمعت صوتها ولحنت لها "سامحتك" وسجلت الالبوم عند مجدي العمروسي وحمل الشريط اسم "لو تعرفوا"، لكن اغنيتي التي ضربت والجمهور صار يسأل عن البوم اصالة "سامحتك" وكان يتعذر على مجدي العمروسي ان يُغير اسم الشريط، من بعدها اصدرت البوما وقال لها العمروسي عليك ان تتعاوني مع محمد سلطان في كل اغنيات الشريط، وهنا اعتذرت واشترطت ان يكون معي سيد مكاوي لكنه نصحني ان "اشيل الشريط كله" فأنجزت لها "ما بحبش حد الا انت"،"ولا تصدق"، وغيرهما وبيع من الشريط اربعة ملايين ونصف المليون نسخة، ومن بعدها لم اعد اراها، هي ليست وفية وانا لست بحاجة لها، ومهما طلعت ونزلت هي مطربة وبلا مبدع لن تبرع، بينما ام كلثوم كان يحيط بها مجموعة من المبدعين لان محرك المطرب هو الكلام واللحن، اما حلمي بكر فقد انبها لانها تنكرت له علماً ان قلبه طيب جدا، بينما انا لا اؤنب ولا يهمني ان اعاتب ايضاً لاني اولاً واخيرا محمد سلطان ولي اصدقاء  اوفياء جدا مثل نادية مصطفى وسميرة سعيد وكلاهما تتمتعان بصوتين جميلين للغاية.

الصوت اللبناني الذي تحبه؟

-وديع الصافي اعشقه، وفيروز طبعا هي السفيرة الى النجوم، وفيما خص التلحين الرحابنة رقم واحد وهذا واقع لا يمكن ان نهرب منه لقد اسسوا مدرسة عربية عالمية.

في كل عيد أم تتصدر اغنية"ست الحبايب" الاذاعات والتلفزيونات...

_(يقاطعني ويرد) ما من اغنية خاصة بالام تفوقت على "ست الحبايب" لسبب ان فايزة غنتها بصدق والموسيقار عبد الوهاب لحنها بصدق والكاتب حسين السيد كان "بيموت بأمه"، وعلى فكرة فايزة غنت ايضاً للاب بفيلم "انا وبناتي" "تعالالي يابا" وكانت في قمة الاحساس ايضاً، لكن "ست الحبايب يا حبيبة" كانت ولا تزال بصمة في عالم الغناء.

مقالات قد تثير اهتمامك