لبلوغ النشوة ثمّة حاجة إلى تعلّمٍ طويل

لبلوغ النشوة ثمّة حاجة إلى تعلّمٍ طويل

كي تشعر «المرأة» باللّذة عليها أن تنجح في ترك العنان لشهوتها، وهذا بعيدٌ كلّ البعد عن كونه واضحاً. فيما استمتاع «الرجل» هو في معظم الأحيان شيء مؤكّد، إلاّ أنّ الصعوبة الحقيقيّة عنده هي في إطالة وقت اللّذة. فنشوة الجُماع هي نتيجة تعلّمٍ طويلٍ محفوفٍ بالمطبّات وليست حصيلة لسباقٍ محمومٍ للتفتيش عن اللذّة. لذلك، قبل أن تندفعي للحصول على متعتكِ الشخصيّة، هناك نقطة جوهريّة عن آليّة النشوة الجنسيّة ومميّزاتها عليكِ الاطلاع عليها، والإصغاء إلى نصائحنا كي تُلمّي بكلّ عوائقها. فهل أنتِ مستعدة؟

نقطة الانطلاق: ماذا تعني النشوة الجنسيّة؟

«سؤالي قد يبدو لكِ تافهاً، لكنّني متزوّجة حديثاً ولا أملك أيّ خبرة جنسيّة سابقة. نعرف بعضنا، زوجي وأنا، منذ طفولتنا ولم نقم أيّ علاقة جنسيّة حتّى زواجنا. فكلٌّ منّا مبتدئ في هذا المجال، ونجهد سويّاً لفهم آليّات العِشق. لا شكّ في أنّنا متحابان، ولقاءاتنا الحميمة مليئة بالملذّات، لكنّني لا أشعر بهذا الانفجار الشعوريّ الذي تصفه بعض النساء بحماسة. أودّ التعرُّف إلى ما تعنيه حقيقةً نشوة الجُماع وبشكلٍ خاص كيف أعيشها؟» (ديما - 22 عاماً).

انتقالٌ أخّاذ، وألعابٌ مُبهرة، وثورةٌ بركانيّة، وكلماتٌ بليغة تُنسب إلى النشوة الجنسيّة! لكن اطمئنِّي يا ديما، فالنشوة الجنسيّة هي عامل أكثر تعقيداً ممّا نظنّ. فمن وجهة نظر فسيولوجيّة بحتة، تبدو النشوة كردّة فعلٍ تنطلق من إثارةٍ جنسيّةٍ وتظهر بطريقةٍ مختلفةٍ عند الرجال والنساء، إذ غالباً ما يُرافق النشوة الذكوريّة القذف، بينما النشوة الأنثويّة، الأكثر انتشاراً في الجسد، تتميّز بانقباض المهبل بشكلٍ خاص. ومن وجهة نظر نفسيَّة وعاطفيَّة، ترتبطُ النشوة الجنسيَّة بلذّةٍ قويّة يتبعُها إحساسٌ بالراحة والسكينة. هذه المتعة هي الجزء من اللّذّة المتأثّرة بالحالة الفرديّة، ممّا يبدو مهمّاً خصوصاً بالنسبة إلى المرأة لأنّ النشوة الأنثويّة ليست وظيفة حيويَّة، بل هي في «وضع السُّبات». أيْ إنْ لم نوقظ هذه الوظيفة الانتشائيّة ولم نعمَل عليها، فإنّ الاستمتاع سيكون قليلاً (أو لا يكون) و/ أو أقلّ بكثير.

المرحلة الثانية: تحديد هُويَّة العوائق

«مرّ على زواجنا خمس سنوات لم أعرف خلالها طعم النشوة. أخيراً تعرّفتُ إليها بمفردي، بحيث أصل إليها بشكلٍ جيّد وبسرعة. عندما أكون بين ذراعيْه، لا أستطيع منع نفسي من التفكير بأولادنا النائمين، وبمدبّرة المنزل التي تُشاهد التلفاز، وبما سأرتدي من ثيابٍ في الغد. أفكار عديدة تشوِّش تفكيري وتمنعني من التركيز على لذّتي حيث تنقبض عضلاتي ولا أعود أشعر بشيء. والمفارقة أنّني لم أتجرّأ أبداً على الاعتراف بذلك أمام زوجي، ولم أعد قادرة على الخروج من هذا المأزق.» (مهى - 32 عاماً).

إن كانت الضغوطات العائليّة أو الثقافيّة لا تُسهّل الأمور (التعب، الخِشية من إيقاظ الأطفال، الخوف من إحباط الزوج...) فالمطلوب منكِ في هذه الحال المُراهنة على لعبة الإغراء للتخلّص من عامل الإرهاق الذي أقمتٍه. شحنُ الإثارة هو طريق المُتعة بامتياز لأنّ اللذّة تسبقها ممّهدات كتبادل النظرات، نغمة الصوت، الانتباه الزائد، المُلامسات الخفيفة... كلّها مكوّنات تُغذّي الرغبة والإثارة قبل الممّهدات، وهي تُساهم بطريقةٍ غير مباشرة في نوعيّة اللّذّة من خلال المناخ الملائم الذي ترسّخه، وبخاصّةٍ عند المرأة. هكذا، إنّ طريقة زيادة التوتّر الجنسيّ يُمكن أن تُخفِّف من وطأة اللّذّة أو تُلغيها. كي يكون موعدُ الغرام مُشتعلاً، مع أو من دون النشوة، يكفي تحديد هويّة المعوّقات التي تمنعكُما من الوصول إلى اللّذّة لتجنّبها:
العائق الأوّل:
تَوتُّرات عضليّة مُفرطة
هذه تُضعِف الترطيب المطلوب وتُعيق الإيلاج بجعله مؤلِماً. فالكثير من الانقباضات تخنق اللّذّة الجنسيّة. من هنا فائدة التعرّف على البدن للتحكُّم بسهولة في لزوجته.
نصيحة مفيدة: إقامة جوّ من الارتياح والارتخاء (موسيقى ناعمة، إضاءة خافتة...).
العائق الثاني:
جَهْلٌ بأسرار العِجان
بعضُ النساء يَجْهلنَ كيف يُفجّرن إثارتهنَّ وإطلاق العنان للذّتهنَّ. فمن خلال تحديد مؤشّرات الإثارة في حوضها، تستطيع المرأة تعديلها للانغماس في تجربةٍ أكثر شهوانيّة.
نصيحة مفيدة: تسريع حركات الحوض من خلال تموّجاتٍ واسعةٍ وإيقاعاتٍ متنوّعةٍ بشكلٍ تصاعديّ.

العائق الثالث: نَقصُ
الخبرة في حياة الزوجيْن
أثناء تجربتهما الشهوانيّة الفرديَّة الأولى، يُنمّي كلٌّ من الرجل والمرأة طُرقاً مُحدّدة للإثارة الجنسيّة (الضغط العضليّ المُرتفع، قطع النّفس..)، وكلّها عوامل غير مُتناغمة مع العلاقة الثنائيّة. ينتجُ عن ذلك عدم القدرة على الانتشاء لأنّها تُضخّم المكبوتات الجنسيّة.
نصيحة مفيدة: مَن أدرى منكِ بمعرفة الطريق الأفضل الذي يقودُك إلى اللّذّة؟ في الواقع، إنّ التزامُك الصمت لا يُساعدك في تحسين الوضع. فالتواصل مع شريكك، يسهّل عليكما، أنتما الاثنان، إيجاد الطريق الصائب.
العائق الرابع:
الشُعور بالذنب
قد يشعر الرجل، على الرغم من لذّته في القذف، بالحرَج تجاه شريكته، ممّا يدفعه إلى قمع النشوة الجنسيّة عنده. كذلك، قد تشعر المرأة بتشنُّج في مِهبلها وتمنَعُ نفسها من الاستمتاع خوفاً من إيقاظ أطفالها.
إذاً، الدماغ هو المنطقة الشهوانيّة الأولى عند الإنسان التي تُساعد على بلوغ اللّذّة أو منعها أيضاً.
نصيحة مفيدة: لاستمتاعٍ أفضل، من الضروريّ الاستسلام للأحاسيس، وعدم التفكير أو التحليل أو انشغال البال. وللتغلّب على الأفكار السلبيَّة لا تَبقي مكتوفةَ الأيدي بل انتزعي لذّتكِ بيديكِ.

المرحلة الثالثة: تحسين حالات النشوة

«أنا وزوجي على موعدٍ دائمٍ مع اللّذَّة، لكنّ الغرابة أنّه حين يقذف يغفو بين ذراعَيّْ وأشعر دائماً بالحِـرمان.
لديّ انطباعٌ أنّني أحتاج إلى أكثر، وأنّني غيرُ مكتفية، إذ يتملّكني الإحساس أنّني غريبة عن بدني وأراقبه من الخارج، كما لو أنّ الرابط المطلوب بين دماغي ومهبلي مفقودٌ تماماً. أثناء الانتشاء، أشعر بانقباضات مهبلي لكنّني نفسيّاً أشعر بلذّتي مُنهكة وغير كافية. هذا الحِرمان يجعلني عدائيّة وحقودة تجاه زوجي، ممّا يجعلني أخشى أن يدمّر هذا الشعور علاقتنا». (فانيا - 42 عاماً).
في مجال اللّذّة، ليست هناك وصفة عامّة، وكلّ حالة لها خاصيّتها. فالمطلوب معرفة ما نشتهي وأن نكون قادرين على التعبير عنه. أضف إلى ذلك، إنْ كانت مُمارسة الغرام تتطلبُ وجود شخصيْن، فقوّة الانتشاء تتعلّق بالمرأة أكثر بكثير من شريكها. لقد أثبتت الدراسات أنّ النساء النشيطات في العلاقة الجنسيّة يصلنَ بسهولة، وأغلب الأحيان، إلى اللّذّة بطريقةٍ أفضل من اللّواتي ينتظرنَ، متلقيّات، أن يؤمِّن لهنّ الرجل المُتعة. بكلامٍ أوضح، الأفضل أن نسعى وراءَ اللّذّة إن كنَّا واثقين أنَّنا نريدها. لا تحوّلي عدوانيّتك ناحية زوجك بل الأنسب استعمال هذه الطاقة للحصول على لذّتكِ.

النصيحة الأولى:
الشعور بالثقة
ترك العنان للشهوة وراحة البال هُما مِفتاح اللّذّة. إلاّ أنّ أيّ استرخاء مُعمّق غير ممكن من دون مناخٍ من الأمان العاطفيّ. هذا هو الشرط الذي لا يُستغنى عنه للوصول إلى ذروةِ النَشوة عند المرأة. لماذا؟ لأنّه من الصعب جدّاً عليها أن تَفصُل بين الجنس والعاطفة. فالمرأة غالباً ما تنطلق من انفعالها العاطفيّ لتُطلق العنان لانفعالها الجنسيّ. لهذا السبب تبدو الصراحة داخل الحياة الزوجيّة مُساعدة لضمان انتزاع لذّتكِ.

النصيحة الثانية: التعرّف بطريقةٍ أفضل على جسدك
لا بدّ للمرأة من معرفة وظائف جسدها، حيث يتوجّب عليها أن تكون قادرة على تجييش إثارتها بمفردها مُتوسّلةً استيهاماتها من جِهة، وطريقة عمل عِجانِها من جهةٍ أُخرى. انقباض عضلات هذه المنطقة يُمكّنها من تقوية إحساس جديد، أكثر انتشاراً على مستوى مِهبلها. هذا الأمر أساسيّ لأنّه بقدر ما تُدرك المرأة كيفيّة اكتفائها، بقدر ما تُصبح قادرةً على الاستفادة من اللّذَّة المُشتَركة. وبقدْر ما تكون نشيطة، بقدْر ما تكون حياتُها الجنسيّة مزدهرة.

النصيحة الثالثة:
الاستسلام لأحاسيسك
في الوقت الذي نتحكّم به في انفعالاتنا، يُصبح مُستعصياً علينا التركيز علـى أحاسيسنا ومشاعرنا.
هذا التنبُّه لا يتناغم مع الوصول إلى نشوةٍ كافية تتطلّب استرخاءً كليّاً، إذ أنّ التموضع كمُتفرِّج يقطعُ اللّذَّة.
إذاً، الحلّ الأمثل يكمُن بكلّ بساطة في أن نبحثَ عن أحاسيسنا والتوقُّف عن التحكّم بكلّ شيء.

مقالات قد تثير اهتمامك