أخلاقٌ وجنسٌ وعلوم

أخلاقٌ وجنسٌ وعلوم

"العلم لا يفكر"

 يلاحظ موسى وهبة أنّ العلماء لا يُفكّرون بل هم منضبطون. وأنّهم بدون «أنا». وهم في أبحاثهم ومختبراتهم إنّما يخدمون «السّيّد» «السّيستم» ويخافونه (حسب نظريّة هيغل عن «السّيّد والعبد»)، أيْ أنّهم باختصارٍ لا يتأمّلون الوجود ولا يُسائلونه كالفلاسفة، بل يكتشفون قوانين الطّبيعة مستخدمين مجسّاتهم وأدواتهم ورياضيّاتهم. «العلم لا يُفكِّر» كتب مارتن هايدجر. وعندما تحوّلت الأنظمة الغربيّة نحو الدّيمقراطيّة وصار متعذّراً على الحكومات تعذيب الأجساد والتّحكّم بالضّمائر، تحوّلت نحو إنتاج العلوم حيث يُتاح للسّلطة أن تراقب فتُكافئ وتُعاقِب. «العلم هو مجال السّيطرة الرّمزيّة» في الغرب بحسب بيار بورديو. «أمّا حيث لا يزال الحاكم يُمارس قهر الأجساد وقمع شتّى الحرّيّات، فلا حاجة للعلم»، يؤكّد وهبة. وقد نضيف أنّ هوس العرب بالإله يصرفهم عن تعرّف الواقع والإنسان واكتشاف الطّبيعة وقوانينها. ويحرّفهم أيضاً عن التّفلسف والإبداع العلميّ، وعن الجنس كإشباعٍ لا كهوس، وعن التّعفّف انصرافاً عنه إلى مشاغلَ مختلفةٍ وليس للمكافأة على ذلك بأبديّةٍ من النّشوات. نحتاج قراراً «فوقيّاً» سياسيّاً ببناء اقتصاد معرفةٍ عِماده البحث والإنتاج العلميَّين. لكن بالنّسبة إلى وهبة نحتاج قبل ذلك «آداباً» أخلاقيّةً جديدةً تسبق أيّ نهضةٍ علميّةٍ فلا تكون التّقنيّة والعلوم «ماكينة» إنتاجٍ فقط في خدمة أنظمةٍ ديكتاتوريّة، زمنيّة أو دينيّة.

مقالات قد تثير اهتمامك