ما هي حقيقة بابا نويل في التحليل النفسي؟

بعيداً عن حكاية بابا نويل ومنطلقها وهل هو تاريخي، إلامَ يرمز هذا الرجل الأسطوري القادم من صقيع الأزمنة البعيدة وماذا يمثّل للاولاد الذين ينتظرونه ليلة عيد الميلاد بثوبه الاحمر محمّلاً بالهدايا؟ "الحسناء" طرحت السؤال على الاختصاصية النفسية بيتسا ستيفانو فرأت ان بابا نويل "يحلّ مكان الأب البشري حين يكتشف الطفل أنّ والده ليس كلّي القدرة Tout-Puissant كما كان يعتقد، فيُصاب بخيبة الأمل فيشرع في البحث عن بطله المفقود في القصص الخياليّة". وتضيف: "ثمّ يُقال للطفل إنّ له أباً سماوياً كلي القدرة يستجيب لكلّ طلباته ولكنّ عطاياه غير مرئيّة، وهكذا يدخل بابا نويل بين الأب البشري والأب السماويّ، أبًا كلّي القدرة يستطيع اختراق أحلام الأطفال في غفوتهم، محققاً أحلامهم ومودعاً اياها تحت الشجرة هدايا معلّبة بأمنياتهم : "فليكن لي ما طلبتُ"". مما تقدَّم تستنتج الباحثة والاستاذة في جامعة القديس يوسف في بيروت: "إن صورة الأب، بشريّة كانت أو سماويّة، بحاجة إلى إعادة رسم ملامحها. وعلى الاطفال وربما بعض الكبار ان يفهموا ان القدرة الكليّة أو المطلقة Tout -puissance ليست قدرة خارقة تحقق رغبات البشر أسوةً بساحر الفانوس السحري، بل هي قدرة المحبّة التي لا يمكن أن تكون محبّة إلا بخلقها إرادة أخرى حرّة (الطفل ثم الشابّ الحر، المستقل). وتُجمِل  الدكتورة ستيفانو تعليقها بالقول ان "صورة بابا نويل هي صورة تعويضية لأب لا يستطيع فعل كل شيء أو اجتراح المعجزات، كما يحلم الطفل، ولكنّه يستطيع أن يحبّ ويغدق الكثير على ابنه أو ابنته متلفّعًا بلون المحبّة الأحمر. فهو ليس فقط الأب الذي أعطى الحياة بل المرافق لهذه الحياة كي تتحقّق أحلامها تحت جذع شجرة تسمح لأغصانها بالنموّ"

مقالات قد تثير اهتمامك