النائب ديما جمالي: الانتخابات برهنت أن اللبنانية الكفؤة تحتاج إلى الكوتا كي تدخل البرلمان

هي "بنت طرابلس" هكذا تحب أن تعرف عن نفسها النائب ديما جمالي،  حازت على شهادة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة الأميركية في بيروت، ومن ثم نالت الماجيستير في أميركا الى حين أن تخرجت من بريطانيا دكتورة في العلوم السياسية والإدارية والسياسات الاجتماعية.

عملت في الأكاديميا نحو 15 عاما، وهي تدرس اليوم في الجامعة الأميركية في بيروت. صدر لها الكثير من الأبحاث العلمية وكتب ومنشورات عالمية تركز على موضوع المسؤولية الاجتماعية للشركات والتنمية المستدامة.

ماذا تسترجعين من ذكريات الطفولة في طرابلس؟

كنت أرافق والدتي الى عملها في المستشفى بحيث كانت أول طبيبة تخدير في طرابلس وكنت أشرف معها على الممرضين والمرضى والزوار والأمر كان مشوقا لي فقد وعيت وأخوتي على المرأة العاملة الأمر الذي زودنا بالطموح لنعمل ونساهم في مجتمعاتنا.

ماذا اكتسبت من والديك؟

أخذت من أمي هذا الطموح لأعمل وأحقق حياتي المهنية. أما من والدي الذي كان رئيس بلدية طرابلس لمدة ست سنوات والذي يعد واحدا من أفضل رؤساء البلدية التي شهدتها المدينة آنذاك، أعتقد أنني أخذت منه عشقه للناس والخدمة للمدينة. فهو انسان متواضع وحنون كان يوظف طاقاته لخدمة الناس وكان بالنسبة لي مشجعا وموجها وملهما في كل مراحل حياتي وكانت خسارته كبيرة جدا. 

ماذا يعني لك اليوم انتخابك من قبل اللبنانيين لتمثيلهم في المجلس النيابي؟

يعني لي الثقة وهي مسؤولية على عاتقي علي أن أحافظ عليها من أجل النهوض بهذا البلد.

الى أي مدى أنت راضية عن عدد النساء في البرلمان؟

لست راضية نهائيا وخصوصا أن لبنان يتمتع بشريحة كبيرة من النساء اللواتي يتمتعن بقدرات هائلة والعدد النواب النساء مخجل. البلدان العربية الأكثر تحفظا منا كالإمارات والسعودية باتت اليوم تحسب حسابا للمرأة في برامجها. أما بالنسبة الى لبنان، فقد أصبح متأخرا في حين أنه كان رياديا في موضوع المرأة وهو ملف مهم علينا أن نليه اهتمامنا!

ما هو الجديد الذي تريدين أن تضيفيه لتفعيل دور المرأة في المجال السياسي؟

في "تيار المستقبل" من أولى أولوياتنا هي ملف المرأة والعمل على موضوع الجنسية. كما أتمنى أن تأخذ المرأة حقها في المشاركة السياسية من خلال العمل على تفعيل كوتا نسائية، فقد برهنت الانتخابات أن المرأة اللبنانية لا يمكنها أن تصل الى سدة المشاركة من دون كوتا حتى لو كان عندها كل الكفاءة والطموح لأنه لايزال مجتمعنا ذكوريا وعليها أن تكون مدعومة من حزب سياسي قوي لكي تصل.

من هي المرأة التي ألهمت مسيرتك؟

تعجبني شخصية ميشيل أوباما الامرأة الناجحة والذكية والمتواضعة. أما على الصعيد العربي فأحب الملكة رانيا لأنها برغم مشاغلها واهتماماتها بأمور اجتماعية وثقافية الا أنها تميزت بستايل يفيض أناقة وأنوثة.

كيف ستضعين مجال تخصصك في خدمة الشعب اللبناني؟

أحببت مجال تخصصي في التنمية المستدامة لأنها مرتبطة بكل الأشياء من حولنا، وإذا ألقينا نظرة على أهدافها نرى أنها متعلقة بمحاربة الفقر وتحسين جودة التعليم وتمكين المرأة وتحسين دور المؤسسات والتخلص من الفساد المستشري وحماية البيئة وهي أهم المواضيع اليوم التي نتعاطى فيها على صعيد لبنان.

كيف ستسعين لإسماع صوتك في المجلس النيابي؟

كل انسان في المجلس النيابي سيكون له دور ما وأنا أؤمن بالديموقراطية ولا أعتقد أننا سنواجه أي مشكلة سواء كنا رجالا أم نساء.

الى أي مدى تخشين المحاسبة؟

لا أخاف منها وأتمنى أن يصبح هناك محاسبة منصفة لأن الانسان الذي يعمل بضمير ونزاهة لا يخشى من شيء.

الى ماذا تطمح ديما جمالي بعد؟

أن أتكلم عن انجازاتي وأرى لبنان يتقدم ولديه أحلى المقومات وأن نعالج المشاكل الموجودة عندنا ليبقى رائدا على سائر البلدان العربية والأجنبية. أن يتمتع بجميع المقومات لنجعله أجمل بلد في العالم.

كيف ضمك رئيس الحكومة سعد الحريري الى كتلته؟

ضمني لكي نتكلم عن التنمية المستدامة لأن لبنان التزم بالتقدم على هذا الملف وهو يعرف أنني أعمل في هذا الموضوع واجتمعنا وبعد ذلك عرض عليّ أن أترشح الى الانتخابات الا أنني ترددت في بادئ الأمر ولكنني عدت وقبلت بعدها.

أعتقد أن التوقيت كان ملائما خصوصا أنه كان يفكر في طرابلس وتشجيع العنصر النسائي الموجود فيها ورأى أنني أحب عملي وعندي المعطيات التي أتمتع بها مثل الكفاءة، العمل بالشأن العام، دور الوالد في طرابلس والعائلة كلها عوامل جاءت لتكمل بعضها وتقنعه ليختارني.

هل تشجعين ابنتك وابنك على خوض غمار السياسة؟

هذا القرار يعود لهما وهو ليس بالأمر السهل لأنه يغير مسيرة حياة الانسان بالكامل.

من كان السبب بدعم مسيرتك؟

السبب الأساسي هو دولة الرئيس لأنه بدأ بالموضوع وأصر عليه لإيمانه وتشجيعه للمرأة. وعندما اتخذت القرار، كان هناك ترددا على الصعيد العائلي خصوصا كوني ناجحة في مهنتي، الا أنني عندما اتخذت هذا القرار الجميع ساندني ووقف الى جانبي.

لازلت أذكر كيف بقينا للسادسة صباحا نتابع نتيجة الانتخابات ولكن عندما بدأت تظهر النتائج عند الاثنين فجرا، نجحت في الانتخابات قلت إنني لن أصدق الا عندما أسمعها من وزير الداخلية شخصيا لأنني لم أشأ أن يخيب أملي.

بعد انقضاء 4 أعوام على عمر المجلس النيابي، ما هي البصمة التي تريدين تركها في نفوس اللبنانيين؟

أتمنى أن يحبني الجميع كإنسانة متواضعة وقريبة وأهم من ذلك أن أترك بصمة كعاملة صنعت فرقا لكل اللبنانيين لكي يتقدم لبنان في ملفات معينة.

بماذا ستبدئين أولاً؟

سأبدأ بالتركيز على الملف الاقتصادي في طرابلس لمساعدة الشباب الكفوئين والذين يتمتعون بطاقات كبيرة علينا أن نستفيد منهم ونستثمر فيهم كما هناك بعض القضايا التي تهمني كتلك المتعلقة بذوي الحاجات الخاصة والبيئة والمرأة بالطبع.

مقالات قد تثير اهتمامك