يارا البطلة.. استحقت "الذهبية" في مهرجانات "لوكارنو" السويسرية

فتاة لبنانية من بلدة مزيارة الشمالية ترفع اسم لبنان عاليا في مهرجانات "لوكارنو" السويسرية. انها ميشال انطون وهبه التي صفقت لها سويسرا. فبعد ان تخرجت الطالبة الطموحة وحازت على شهادتها بدرجة ممتاز في مجال الإخراج من جامعة الروح القدس، طارت إلى سويسرا ومن مهرجان "لوكارنو" عادت حاملة شهادة للبنان أولا بحيازتها جائزة ذهبية كافضل ممثلة شابة ...
وفي حديث خاص لها روت المخرجة والممثلة ميشال وهبه  لمجلة "الحسناء"حكاية أول نجاح لها على مسرح "لوكارنو" ونيلها الجائزة الذهبية عن فيلم "يارا" ..
 
 
كيف تلقيت خبر قبول فيلم "يارا" ولعب دور بطولته؟
في العام 2017 أثناء دراستي الجامعية حصلت اتصالات عديدة بيني والمخرج عباس فاضل الذي اختارني من بين نحو 150 شخصية للعمل في فيلمه "يارا" . وكوني كنت على بيّنة من أعمال هذا المخرج ومعجبة جداً بأعماله، فرحت كثيرا في انتقائي للعمل معه . لعبت دور البطولة وكنت الشابة الصغيرة التي تدعى "يارا" وهي بطلة الفيلم وعنوانه .
كما تم التعاون مع المنتجة نور بلوق التي اختارت منطقة "وادي قنوبين" في بشري في لبنان الشمالي كموقع لتمثيل الفيلم وكان اختيارها ناحجاً جدا.
عسبق وقلتٍ انه لم يكن للعمل نص مكتوب بإسهاب،كيف كان التعاون بينك والمخرج عباس  لتحقيقه؟
الفكرة العامة للفيلم كانت حاضرة في جعبة المخرج عباس لكن بنص مقتضب، اي أنه لم يكن هنالك الى حدّ ما من نص مكتوب...
كنت أشارك في وضع النص مباشرة أثناء التصوير  وكان المخرج عباس متعاونا جدا حتى أننا كنا نختار الصورة والنص في آن. كما التعبير في الحركة أمام الكاميرا لكي يكتمل المشهد والصورة...
هذا أيضاً ما أشار إليه المخرج في مقابله له في مهرجان لوكارنو في سويسرا.فقد قال إنني سهّلت أمامه العمل لكوني في السنة الاخيرة من دراستي في "الإخراج التمثيلي ".
 
من هي يارا؟ وهل تشبهك في وجه ما؟
انها فتاة لم تبلغ السابعة عشر من عمرها، وأنا في العشرين . ويارا قوية الشخصية تعيش مع جدتها في منزل صغير ضمن واد كبير، تحب الحياة وترحب بكل شخص يزور هذا المكان. من هنا وجدت نفسي في يارا  تلك الفتاة التي تحب الأشخاص الذين يدخلون حياتها ويصعب عليها فراقهم. 
هل لنا بمعرفة بعض الاحداث التي تدور في الفيلم؟
ساعطي بعض المشاهدات لأن الفيلم لم ينزل  الاسواق بعد، ولا يزال يعرض ضمن المهرجانات العالمية حاليا. 
ويروي الفيلم قصة حب بريئة تدور بين يارا والقادم من بعيد  ويدعى الياس . ويارا  فتاة صغيرة  بعمر الربيع، وحيدة عائلتها وكانت قد  فقدت والديها منذ نعومة أظافرها بحادث أليم. ولم يبق لها الا جدة ( لوالدها) تحنّ عليها وتحميها رغم فقرها... 
 
علمنا ان مواقع  التصوير حيث جرت احداث الفيلم اخذت حيزا كبيرا واهتماما ملفتا في مهرجانات "لوكارنو". كيف تم اختيار الموقع وهل واجهتم صعوبات ما؟
كان موقع التصوير مدهشاً، فهنالك العديد من المواقع المميزة التي حضرت في العمل.  وما زاد من أهمية الموقع  انه كان يضم منزلاً قديماً تحوطه طبيعة خلابة من أنهر وأشجار،لذلك كان  من الصعب  وصول السيارات اليه . فاضطررنا للسير نحو الساعة والنصف لنبلغ المكان كما كنا  نستعين بـحمار  يعيش  قرب الموقع وبواسطته كنا نتلقى الطعام..
لقد تم التصوير داخل المنزل كما لعبت مالكته ماري القاضي دور جدتي أي جدة "يارا"...  ولهذه الامرأة حيوانات اليفة  تعيش معها من ماغز ودجاج وكلب اضافوا إلى العمل حياة الضيعة..
 
كيف تلقيت خبر عرض هذا فيلم "يارا" في مهرجانات لوكارنو في سويسرا؟
كانت الفرحة كبيرة لا أستطيع وصفها خاصة أن مهرجانات لوكارنو تعرف بأنها من أهم المهرجانات السينمائية في العالم . وقد زاد من فرحتي أنني الممثلة اللبنانية الوحيدة التي شاركت في هذا المهرجان لعام 2018.
 
من الذي اهتم بإطلالتك في المهرجان ؟
بطلب من منسقي المهرجانات هنالك، تمنوا علينا أن يكون اللباس "كاجويل" و سبور شيك. وهنا اشكر المصمم روني حلو  الذي اهتم باطلالتي حيث ارتديت بنطلوناً وجاكيت"كيمونو" بألوان فاتحة. إضافة إلى بدلة من بنطلون وبليزر لختام المهرجان.
 
كيف عشت عرض فيلم "يارا" هناك؟
قبل يوم على العرض الرسمي، عُرض الفيلم أمام اللجنة الفاحصة وعدد من وسائل الإعلام العالمية لتقييمه قبل أن يتم عرضه في اليوم التالي أمام  نحو 3000 شخص ... وحاز الفيلم "يارا" على إعجاب كبير من الصحافة التي لها هناك دور كبير في نقل الصورة بشفافية واحتراف . .
 
أخبرينا عن شعورك عندما اعتليتِ "السجاد الأحمر؟
 فرحت كثيراً ، وما زاد من حماستي وفرحتي  تفاعل الجمهور لدى رؤيتي. فور نزولي من السيارة التي تحلق حولها العديد من رجال الأمن، سمعت الحضور يهتف باسمي بأصوات مرتفعة "يارا يارا يارا..." عندها انتابني شعور لا يمكن لي وصفه! عندها أدركت سر نجاح أي عمل...
وما اثار  إعجابي الشديد بسويسرا البلد المميز هو سرعة اتساع الخبر ونشره في اليوم ذاته في الصحف اليومية.وكذلك تفاعل القراء مع "يارا" البطلة إذ كنت أشاهدهم يلتقطون الصحف  ليقرأوا عن "يارا" ولا انكر كم كانت فرحتي كبيرة عندما كنت أشاهد صوري في الصحف وأقرأ التعليقات على الفيلم .
كيف تلقيت خبر استلامك الجائزة الذهبية؟
تلقّى المخرج عباس فاضل اتصالاً من أحد منظمي المهرجان ليخبره فوزي بالجائزة الذهبية كأفضل ممثلة شابة في المهرجان الذي شارك فيه 15 فيلماً سينمائياً يمثلون 15 دولة والمفارقة أنني كنت الممثلة اللبنانية الوحيدة التي نلت هذه الجائزة ... 
ما المفارقة المميزة في هذا المهرجان العالمي؟
أريد أن أشير أن هذه هي السنة الواحد والسبعون الذي يقام فيها هذا المهرجان في سويسرا وهي المرة الأولى التي تفوز فتاة لبنانية بجائزة ذهبية عن دورها  كأفضل ممثلة شابة.
 
بعد ان تم عرض فيلم يارا في "لوكارنو" ما هي المحطات التالية لعرضه؟
العرض الأول كما ذكرنا  لهذا الفيلم تمّ في" لوكارنو" أثناء المهرجان و هنالك العديد من الدول تنتظر عرضه منها روما وميلانو وتشيلي والبرازيل ... لكن لم يعرف بعد متى سيحين عرضه في الاسواق اللبنانية.. .
 
ما هي امنياتك  بعد هذا النجاح؟
اتمنى أن أرفع اسم بلدي لبنان أينما حللت لأعرّف العالم أننا شعب يحب الحياة. ادرك جيدا ان الحياة مليئة بالمفاجأت منها السارة والغير سارة،  لكنني  فتاة تحب الاحلام السعيدة واسعى للوصول اليها واتمنى دائما ان تتحقق بنجاح...
 

مقالات قد تثير اهتمامك