نعرف عن فنانين وكتّاب ومشاهير يتعاطون نوعاً او اكثر من المخدرات، لكنّ قلة منهم تفصح عن ذلك ومن تلك القلة ندرةٌ تتجرأ على الدعوة لتعاطيها. في مهرجان لوكارنو السينمائي الاخير قال المخرج الارجنتيني الفرانكوفوني غاسبار نويه Gaspar Noé انه يتعاطى المخدرات وانها "حررت ذهنه" وساعدته على تخيّل سيناريوهات بعض أفلامه ("فجأة الفراغ" مثلاً)". مخرج "حب" و"بلا رجعة" الذي تظهر في اعماله شخصيات تتعاطى المخدرات في ظروف مختلفة، فاجأ الحاضرين والصحافيين بالذهاب ابعد والدعوة الى تجريبها "ولو مرة واحدة في الحياة" شرط الا تكون مصنّعة كيميائياً. واذ اعترف انه يتحدث تحت تأثير حبوب LSD المهلوِسة قال ان "من روعات الحياة ممارسة الجنس حيث كلا الشريكين تناول المخدّر"!

الملحن المصري الكبير سيد درويش الذي توفيّ العام ١٩٢٣(عن 31 عاماً) بجرعة زائدة من الكوكايين لحّن اغنية "الكوكانجية" ضمن مسرحية "رِن" التي كتبها بديع خيري ولحنها درويش لفرقة نجيب الريحاني العام 1919. وتضمّ ايضاً اغنية "الحشاشين". اعاد الشيخ زكريا احمد ومنيرة المهدية غناء الاولى. كما يغنيها اليوم بعض الفرق والمغنين المصريين الجدد. تبدأ الاغنية بجملة ملقاة لا مغنّاة: "إشمعنى يا نُخ الكوكايين كُخ دا أكل المُخ هلاك نعمله على غيرنا رايح لي تجخ وجاي تطخ … shut up هو إنت شريكنا حتى في مناخيرنا".

بدوره مغنّي الروك الاميركي ايغي بوب Iggi Pop لم يتورع عن التشجيع على تعاطي المهلوسات سواء في اغانيه او لقاءته مع الاعلام حيث تحدث عن "فوائدها" ليغيّر موقفه في اعوامه الاخيرة. بوب ابن جيل البنك الاجتماعي الذي تلا الهيبيين وسبق الغانغسترز، جيل ذهب ابعد من سابقه في الحرية والشعور بالنبذ الاجتماعي ودعوته الى الفوضوية والتحرر من كل قيد. ولعل اباحة المغني المخدرات اتت في هذا السياق قبل ان يتراجع بعد اكتشاف ضررها وفوات الاوان. فحذار.

(الصور للمخرج الارجنتيني غاسبار نويه والمغني الاميركي ايغي بوب وللملحن المصري سيد درويش)