عيد فيروز الـ ٨١… عيد الدني!

يحتفل لبنان والعالم العربي وكل عشاق سفيرة لبنان إلى النجوم، في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 بالعيد الحادي والثمانين لأسطورة الغناء فيروز. فصوتها الساحر وأغانيها لا تزال رفيقة كل ”صباح ومسا“ على الإذاعات اللبنانية والعربية كافة. 

بدأت نهاد حداد مسيرتها العام ١٩٤٠ كمغنية كورس في الإذاعة اللبنانية، ولكن سرعان ما اكتشفها الموسيقي محمد فليفل حتى ضمها الى فريقه. وقد ألف مدير الإذاعة اللبنانية الراحل حليم الرومي آنذاك أولى أغنياتها. وكانت انطلاقتها الغنائية العام ١٩٥١ عندما اكتشفها زوجها في ما بعد الراحل عاصي الرحباني. 

تنوعت أغانيها واشتهر معظمها بصوتها الرنان خصوصا التي حاكت الحب، فراحت تشدو بصوتها العذب وتغني بكامل أحاسيسها ووجدانها المفرط حتى ولو كانت ”تهوى حبيبها بلا أمل“ وتتكبر عليه في ”مش فارقة معاي“ ومن ثم عزيمتها واصرارها وتحديها للكون الذي التمسناها من أغنية ”أنا لحبيبي وحبيبي الي“. 

فيروز هي تلك الحالة التي شرعت أبوابها لتدخلنا الى عالم من الخيال الوهمي ولو كان يحاكي واقعنا المرير. فالنشوة التي تدخل أعماقنا حين نستمع اليها، ودفء الأم في ”يلا تنام ريما“ والثورة في ”بيي راح مع العسكر“ تجعلنا أحياء في قلب الحدث، نستلهم منها قوتنا ونعبر عن خلجات أحاسيسنا عندما نحزن. 

هي الصوت ”الملائكي“ كما وصفه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، فصوتها بالنسبة للشاعر أنسي الحاج ”يخترق دروع اللامبالاة، يبكت ضمير الهزء، يطهر النفس كما يطهرها البكاء لا العقاب، محبة الطفل لا مهادنة العدو“.

لهذه السيدة، ولهذا الصوت، نقول كل عام وأنت طيبة، حارسة هذا اللبنان بصوتك الملائكي الذي لن يشهد مثله مجددا لا زمان ولا مكان أبدا!

مقالات قد تثير اهتمامك