وليد توفيق: معظم الفنانين لا يصرفون مليماً واحداً وهناك من يرشرش عليهم المال

بين الغناء والتلحين والتمثيل، نوّع الفنان وليد توفيق تجربته الفنية التي كرسته نجماً عربياً منذ اكثر من 30 عاماً. ويبدو أن العودة إلى مجال التمثيل الذي إبتعد عنه طوال السنوات الماضية، لرفضه المشاركة في أعمال تجارية، أمر وارد جداً بالنسبة إليه، اذ أنه يدرس حالياً مشروع مسلسل عرض عليه في مصر، إضافة إلى مشاريعه الغنائية من بينها أغنية تانغو يفكر بتصويرها خلال الفترة المقبلة.

وليد توفيق الذي كان قد قام بتجديد بعض اعماله القديمة، هل يرى أن أحد أسباب اللجوء الى التجديد يعود إلى ندرة الملحنين الجيدين، يجيب "ابداً، انا تعاونت مع كل الملحنين، عدا عن انني وبكل تواضع "ملحن شاطر كتير" . أول أغنية ضربت لنجوى كرم كانت من الحاني، كما تعاملت مع سميرة توفيق وصباح و80% من اغنياتي الناجحة هي من تلحيني، كما لحنت ايضاَ الخليجي. انا من بين اكثر الفنانين الذين غنوا من الحان الآخرين، كـ ملحم بركات ورفيق حبيقة وبليغ حمدي ومحمد الموجي ومحمد عبد الوهاب، كما تعاملت ايضاً مع ملحّني الجيل الجديد من بينهم صلاح الشرنوبي ومحمد يحيى. اينما تواجد ملحن جيد ولديه أغنية جميلة يمكن أن أسافر وأن أتعامل معه من أجل الحصول عليها".

كما أشار وليد توفيق إلى أن الساحة الفنية تعاني حالياً من ازمة إبداع عند الملحنين.، وأضاف "لا شك انه يوجد بعض الملحنين الجيدين، ولكن يظهر أبداعهم فقط عند تلحين شارات المسلسلات التلفزيونية وبطريقة جميلة جداً، وانا استغرب هذا الامر، وربما يكون السبب لأنهم يضعون كل جهدهم فيها، كما كان يفعل المحلنون سابقاً حين كانوا يضعون كل جهدهم في أغنية مدتها 10 دقائق. اليوم لا يوجد ابداع، بل سرعة ونمط واحد من الألحان".

وعن إمكانية أن يؤثر هذا الامر على مستقبل الاغنية العربية، خصوصاً وانه يطرح كم كبير من الاغنيات، لا "يعلّم" سوى عدد محدود منها، قال "للأسف حتى الإغنيات التي "تعلّم" نحن نخجل منها، كأغنية "إلعب يلا" مثلا. للأسف الإعلام يركّز على هذه الأغنيات "لان فيها جوّ" والإذاعات تتقاضى المال لإذاعتها، بعيداً عن أي رقيب أو حسيب. أصحاب الإذاعات جنوا ثروات طائلة من وراء الأموال التي يتقاضونها لقاء بث الأغنيات، وهم يتقاضون 5 الاف دولار مقابل بث أغنية واحدة. للاسف لا يمكن الوقوف في وجه هذه الظاهرة، ولنفترض أننا قمنا بمقاطعة إذاعة، فهذا لن يحل المشكلة لأن هناك  5 أو 6 اذاعات في لبنان و30 إذاعة  في الوطن العربي. الأغنية صارت تشبه الاعلان وبسبب كثرة إذاعتها صرنا نحفظها كما نحفظ الإعلان، وكما حفظنا مثلا إعلان"la vache qui rit" .  مثلا أغنية "3 دقات" جميلة جدا ولا يمكن الا ان نحبها، ولكن تم التركيز عليها بشكل غير طبيعي حتى أن الحنفيات صار ينزل منها "3 دقات" بدل الماء.

وعن رأيه، بالكلام الذي تردد بأن لحن أغنية "3 دقات" مسروق، اجاب"لا اعرف، والأمر ليس مهماً بما ان الناس احبوها وتعلقوا بها.  المشكلة انه لا يوجد ابداع ولو أنه كان موجوداً  لكانت حققت اغنيات اخرى ما حققته "3 دقات". يوجد في هذه الاغنية مقطع ابداعي جميل جدا، ولذلك هم أحبوا "3 دقات" عندما سمعوها، بينما الإبداع مفقود  في الأغنيات الأخرى".

وعما إذا كان راضيا عن إنتشار أغنية "غريب يا زمن " التي  لحنها الموسيقار ملحم بركات وطرحت بعد رحيله، قال "هذه الأغنية لم تنل ما تستحقه  في الاعلام، مع ان الكثيرين من الناس يحبونها ويتصلون بي يوميا لابداء اعحابهم بها. ربما في الإذاعات يعتبرونها  من الألحان القديمة نوعا ما، وأنا اعتبرها تحفة فنية، ومن اجمل الاغنيات الموجودة حاليا على الساحة، كلاماً ولحنا. للأسف "إلعب يلا" تبث يومياً 20 مرة على الهواء واغنية "غريب يا زمن" لا تذاع أبدا، مما يجعلنا نعيش وجعاً في داخلنا. "حرام ما تنذاع أغنية مثلها"، ولا شك أن الوضع يتغيّر  لو دفعت المال و"بخرب الدنيا فيها"! لكن من أين آتي بثلاثة او اربعة آلاف دولار من أجل دعمها. عدا المال الذي يُدفع على اللحن والكلام والتسجيل والتوزيع يجب ان يدفع الفنان اكثر من 25 الف دولار على الاغنية لكي تذاع. بعض الفنانين لا يهتمون للمشكلة المادية، لأن هناك من "يرشّ" عليهم المال وهم يرشرشونه على الإذاعات. هل تظنون ان الفنانين يدفعون المال من جيوبهم، مع إحترامي لهم ، فإن ثلاثة أرباع الفنانين لا يدفعون مليماً واحداً، بل هناك من يدفع لهم وعنهم".

وعن تحضيراته الفنية للفترة المقبلة، قال"بعد اغنية "عاشق أنا" سوف اطرح أغنية تانغو بعنوان " مكنش في حد في حياتي" وسوف أقوم بتصويرها في الفترة المقبلة، كما انني سوف اسافر الى مصر من اجل دراسة مشروع مسلسل مع  كاتب العمل".

كما أكد أن إمكانية عودته إلى التمثيل واردة جداً وأضاف " لست ممثلا بل مغنياً وملحناً، وإذا وجدت عملاً تمثيلياً يخدم مشواري كمغني كما فعلت في الافلام التي قدمتها، يمكن ان اقبل بها على الفور، ولكني ارفض التواجد لهدف تجاري فقط. سبق ان رفضت المشاركة في 3 مسلسلات  وعدد من الافلام  لانها تجارية. أنا أسير على طريق  معين ولا يمكن أن أتراجع عنه، وقدمت أفلاماً تخدم اسمي كفنان وتمكنت من خلال السينما ان أنشر إسمي على مستوى الوطن العربي".

من ناحية أخرى  قال وليد توفيق أنه يمكن ان يغني شارة مسلسل في حال أعجبته ورضي عنها وأحب الفكرة، كما أبدى إستعداده للمشاركة كعضو لجنة تحكيم في برنامج الهواة.

 

مقالات قد تثير اهتمامك