النحات حسام شيّا: أدمج تقنيات جديدة في التصميم لخلق أعمال فنية تفاعلية جديدة

يرفع النحات حسام شيّا اسم لبنان في العالم عبر 14 مشروعاً مكتملاً له في بلدان متفرقة، يعمل على دمج تقنيات جديدة في عملية التصميم بهدف خلق أعمال فنية تفاعلية جديد، وللحديث عنه وعن أعماله كان للحسناء هذا الحديث معه.

أخبرنا عن بداياتك

لا زلت أذكر عندما كنت في الرابعة عشر من عمري في مدرسة Barouk Village، فزت في مسابقة فنية. كانت فترة الحرب الأهلية، ومنذ ذلك الحين اكتشفت الشق الفني الموجود في داخلي. أخذت صف "التلوين المائي" مع الأستاذ عماد أبو عجرم في بعقلين، ومن ثم اكتشفت أنه لدي موهبة فريدة من نوعها. ولا زلت حتى اليوم أذكر كلماته عندما قال لي أنه ثمّة فنان في داخلي وعلي أن أبحث عنه. منذ ذلك الحين، عرفت أنني موهوب، الأمر الذي دفعني الى اختيار دراسة الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية – كلية الفنون في فرن الشباك، مع الباكالوريوس في الفنون التشكيلية (عام 2002). خلال دراستي، استطعت أن أبني اسم لي "فنان من لبنان"، كما أتيحت لي الفرصة بأن أقوم بإنتاج منحوتات لمدينة عاليه والمشرف بالإضافة الى تمثال خاص صنعته للسفارة الفرنسية. 

العام 2010، قررت المغادرة الى باريس، وكان حلما بالنسبة لي منذ أيام الجامعة. حتى ما لبث أن أصبح أولوية عندي لتحقيقه خصوصا بعدما التقيت الأستاذ عارف الريس في عاليه، هذا الفنان الذي أثر في كثيرا حتى بت أزوره بشكل يومي منذ العام 1999 الى 2005. وخلال إقامتي في باريس التي دامت ثلاث سنوات، أتيحت لي الفرصة من جديد للحصول على درجتي ماجيستير الأولى في إدارة الأعمال من جامعة ICART في باريس (2011)، والثانية في التصميم العالمي من مدرسة Ecole des Mines of Nancy; Lorraine (2013)

انتقلت بعدها عام 2013 الى مونتريال كمقيم دائم واليوم أنا مواطن كندي. كانت إنجازاتي في الفن مركزة أكثر على الفن العام، لدي أكثر من 14 مشروعا مكتملا حول العالم، في لوس أنجلوس، والأرجنتين، وميشيغان، وإسطنبول، وأبو ظبي، دبي، تشانغتشون (الصين)، وبالتأكيد لبنان. وقد اخترت SAATCHI Art في لوس أنجلوس كالمعرض الممثل عن أعمالي. مؤخرا أكملت تركيب حديقة زايرادي القريب الى قصر الكلرملين في موسكو. هذا التصميم بيع من خلال معرض SAATCHI Art لمنظمة موسكو لتمويل الفن العام مقرها في موسكو.

من أين حصلت على الفكرة وما كان مصدر الهامك؟

العام 2010، قصدت بيروت وهناك زرت المتحف الوطني وقد فتنت بالقطع الأثرية الصغيرة المعروضة. وما جذبني أكثر الطريقة التي عرض فيها المتحف الرجال الفينيقيين الصغار، الذين هم رمز للحضارة الفينيقية اللبنانية. ومن هنا، قررت إنشاء قطعة فنية مستوحاة من تلك القطع الأثرية. رحت أحضر للعديد من التصاميم المتنوعة خلال إقامتي في فرنسا، للحصول على الماجيستير في التصميم العالمي، وقد استخدمت التقنية الثلاثية الأبعاد في إنشاء الفكرة وقمت ببعض الاختبارات من خلال استخدام البرنامج الذي يحسب الموجات الصوتية لخلق نموذجا متناسقا يبرز صدى الأصوات.  ووفقا للبرنامج، أظهرت نتائج التحليلات أن هذا التصميم يمكنه أن يخلق الصدى. وهذا هو التصميم الذي أنجزته مع الوقت ولكن كان علي أن أبرهن ذلك.

خلال تلك الفترة، أعلنت مدينة تشانغتشون أنها تستقبل أفكار الفنانين الموجودين في جميع أنحاء العالم لتصميم التطبيقات وعليهم أن يقدموا مقترحاتهم. ومن هنا أرسلت اقتراحي وتم اختياري لتمثيل لبنان، وقد تجنبت أن أذكر أي شيء له علاقة بموجات الصوت أو ظواهر الصدى لأنني أردت أن أتأكد ما إذا كان يعمل أولا. لذلك أطلقت على هذا النموذج اسم "التجار الفينيقيون"، وعندما تم اكتمال هذا النموذج في الصين، قمت باختبارات الصدى وكانت ناجحة الأمر الذي جعلني أطلق عليه اسم "أصداء" أو “Echoes” في الإنكليزية لأنني أردت من خلاله التركيز على ظواهر الصدى كتثبيت تفاعلي على الرغم من أنه كان مستوحى من التجار الفينيقيين.

ما هي مشاريعك المستقبلية والى ماذا تطمح بعد؟

أعمل على دمج تقنيات جديدة في عملية التصميم بهدف خلق أعمال فنية تفاعلية جديدة، كالمنحوتات أو المنشآت كما أحاول أن تكون بعض من أعمالي معروضة في الأماكن العامة في كندا، وخصوصا مونتريال وتورونتو.

أعمل أيضا مع معرض SAATCHI Art على مشروع في العاصمة الأميركية واشنطن، فعملية إنجاز مشروع فني للعامة طويل ومعقد لأنه يمر عبر الكثير من القنوات واللجان للموافقة عليه. والأهم من ذلك كله، تأمين التمويل. بالإضافة الى ذلك، أريد أن أقيم معرضا في لبنان خصوصا في قصر بيت الدين وأتمنى لو أجد راعيا للمشروع. فقد حاولت تحقيق ذلك عام 2012 ولكننا لم نتمكن من تحقيق هدف التمويل لتحقيق المشروع ولكنني لا زلت مؤمنا بأنني سأحقق هذا الحلم يوما ما.

مقالات قد تثير اهتمامك