ترامب يسحب يده عن اعضاء النساء

من يتابع سجال المرشحين للرئاسة الاميركية يتساءل عن الصورة الحقيقية للساسة الذين يحكمون العالم، من الدولة العظمى الولايات المتحدة وحتى الدولة الاصغر والافقر. يكفي ما دار قبل ساعات في المناظرة الثانية بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب حول استخدام الاولى بريدها الالكتروني الخاص وكلام الثاني عن النساء واعضائهن الحميمة في فيديو مسرّب له، لانكشاف "عادية" و"بشرية" (لئلا نقول اكثر) من يدير السياسات الدولية ويتخذ قرارات تبدّل في مصائر الافراد والشعوب. ترامب قال في مستهل المناظرة التي خلت من المصافحة (لتعود وتحصل في ختامها) انه يشعر ب"الخزي" لكلامه الذي "يقوله الرجال في غرف تغيير الملابس" مؤكداً انه "يحترم النساء" و"غير فخور" بما قاله. واضاف: "اعتذرت لعائلتي وللناس عن ذلك". لترد كلينتون بالقول إن إساءته للنساء "يجب أن تمنع انتخابه رئيساً لأميركا". وهو ما دفع المرشح عن الحزب الجمهوري إلى شن هجوم على زوج منافسته الرئيس السابق بيل كلينتون متهماً اياه بـ"اغتصاب النساء والإساءة لهن"، مذكراً بأن الرئيس السابق "فقد رخصته في المحاماة" بسبب أفعاله تجاه النساء. ويتساءل المراقبون اليوم هل يقنع اعتذار ترامب نصف الناخبين الاميركيين، اي الناخبات (٥٢ بالمئة)، ام ان ما قاله (وهو يمثّل النظرة الذكورية والفحولية تجاه النساء في العالم) سيحرمه الكثير من اصواتهن؟ هل ما قاله عن ان انجذاب المرأة الى رجل السلطة يتيح له امساكهن من اعضائهن والحصول على مبتغاه، يزعج المرأة الى حد معاقبته، ام ان تذكيره بـ"مغتصب النساء" الذي سامحته زوجته لتثير يومها غضب الجمعيات النسوية، واكتفائها (كلينتون) ب"مهاجمة الضحايا وتقريعهن"، كما قال، سيخففان من وقع كلامه "الشوارعيّ" على آذان الاميركيات؟

مقالات قد تثير اهتمامك