كريكور جابوتيان: استلهم التاريخ فتلتف أفكاري أزياءً على جسد المرأة

تأخذك مجموعته إلى عالم مليء بالابتكارات المذهلة التي تحاكي عالما آخرا مختلفا بشكل كامل عن عالمنا اليوم، نسجه بطريقة مبدعة في خياله. فقد نجح المصمم اللبناني العالمي كريكور جابوتيان أن يعيد للمرأة سلطتها التي كانت تتمتع به عبر التاريخ القديم، وأن يعيد تجسيدها من خلال الأنماط الدراماتيكية والتنانير الضخمة الخارجة عن الزمن ودقة التفاصيل التي تميزت بها هذه العلامة التجارية مع نفحة عصرية متجددة.

وفي مقابلة "للحسناء" نغوص في عالم المصمم العاشق للنمط الكلاسيكي المراعي دوما لأناقة المرأة البارزة والتي تعكس مكنون شخصيتها من خلال ملابسها.

 من أين يأتي الإلهام الذي نراه في تصاميمك المبدعة؟ هل الموسيقى أو الشعر أو ربما الأفلام، تلعب دورا في ذلك وأي نوع تفضل؟

غالبا ما يكون عملي الإبداعي مبني على الأشياء العفوية مما يعكس جزءًا كبيرًا من شخصيتي. ولكنها لا تقتصر بالضرورة على ذلك فقط، إنما أستلهم من الحقبة القديمة من التاريخ وثقافة الحضارات التي تحوي ذلك المزيج من التاريخ والموسيقى والفن.

أكثر الأشياء الممتعة في هذه الصناعة؟

أفضل جزء في عملي كمصمم هو رؤية إبداعاتي تبصر النور، كما ورؤية الأفكار تتحول إلى لباس يلتف حول جسد المرأة كالسحر.

أبرز التحديات التي تتعرض لها؟

إدارة الأعمال هي في حد ذاتها التحدي الأكبر وكرائد أعمال في الموضة، تجبرنا هذه الصناعة أن نكون دائما حاضرين للابتكارات محافظين بذلك على المعايير الإبداعية وآخذين في الاعتبار مواكبة متطلبات السوق والاتجاهات والتوقعات.

أنت اللبناني من أصل أرمني إلى أي مدى تحمل تراث بلدك الأم في الأفكار وعند البدء بالتنفيذ؟

إن النمو في أسرة أرمنية في بيروت أثر بالتأكيد على تصاميمي والقصص التي تحملها كل قطعة. أستلهم عند البدء بتزيين الفساتين من والدي الذي كان مصمم مجوهرات. أما بالنسبة للبنان فهو محطة ملهمة جدا لعدد كبير من المصممين اللبنانيين الشباب، فبيروت الجميلة بتناقضاتها والغنية بتعدد الثقافات والحضارات الشرقية والغربية، فمن الصعب جدا أن أتخيل نفسي خارج هذه الدائرة التي هي في حد ذاتها تتميز بجمالية مماثلة لا يمكن إيجادها في أي مكان آخر.

من هي امرأة كريكور جابوتيان لخريف وشتاء 2017/2018؟ كيف تراها اليوم وكيف تراها بعد 5-10 سنوات؟

 امرأة كريكور جابوتيان هي كائن يعشق الكلاسيكية وشخص يهمه أن يبرز بوضوح. هي المرأة التي ستبقى دوما أنيقة وملفتة بدقة التفاصيل المميزة فيها.

أي حقبة من التاريخ تفضل؟

ليس لدي حقبة معينة مفضلة ولكنني أحب العودة الى الوراء لدراسة أساليب الملابس والستايلات المتعلقة بها والأعمال الفنية التي تعود الى الزمن القديم.

نتابعك على مواقع التواصل ونرى عشقك للسيدة أم كلثوم وأغاني الطرب الجميل. ماذا كنت لتهديها اليوم من تصاميمك لو كانت لا تزال على قيد الحياة؟

أم كلثوم هي مثال المرأة المرموقة والصلبة والقوية. ربما كنت اخترت لها اللباس الطويل على شكل حرف الـA مع العنق على شكل رقم V ذات الأكمام الثلاثة أرباع المطرزة بالكامل أو الاكتفاء بإكسسوار واحد ثمين. أما من حيث اللون، كنت اخترت لها الأبيض "أوف وايت" مزينا اطلالتها بأكسسوارات ذهبية.

نرى الملكة رانيا تشجع المصممين اللبنانيين وهي أيضا قد ارتدت من تصاميمك. أخبرنا قليلا كيف تم التعاون وعن ستايلها الذي استطاع ببساطته أن يخطف أنظار العالم.

الملكة رانيا هي واحدة من النساء اللواتي تعجبني كثيرا وأحب التعاون معها وهي تجسد امرأة كريكور جابوتيان الأنيقة والمتطورة ببساطتها ومن دون مبالغة.

اليوم تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورا مهما في عملية الانتشار. ما هي التحديات التي تواجهها اليوم؟

 لم تواجه علامتنا التجارية أية تحديات من حيث وسائل الإعلام الاجتماعية. فجاء نمونا طبيعيا وحقيقيا. المتابعون هم أشخاص يتشابهون مع هذه العلامة التي تحاكيهم وينتظرون بفارغ الصبر كل جديد الأمر الذي ساعدنا على جذب الأشخاص المناسبين وبناء شبكة من العلاقات الأوفياء الذين نشأوا لجمالية القطع بالإضافة الى القيم والمبادئ السامية التي تقوم عليها هذه العلامة.

ما رأيك بموجة المؤثرين أو الـ”Influencers” على تلك المواقع؟

 كل عمل يتكلم عن صاحبه ويعكس ذاته. ولكنني أعتقد أنه من الصعب جدا أن يصبح الإنسان ناجحًا ومنتشرًا فقط لأنه مدون موضة وهذا نادرا ما يحدث. أرى في بعض المؤثرين ذوقًا وأسلوبًا رائعًا يخولهم أن يستحقوا هذا اللقب عن جدارة إلا أن عددا كبيرا منهم غير مؤهل بعد، فارتداء العلامات التجارية الباهظة الثمن والادعاء بأننا مؤثري موضة بالنسبة لي لا يمكنني أن أعتبره مصدرا موثوقا منه.

بما أنك بدأت بعمر صغير أي في عمر الـ23، ما نصيحتك للشباب الذين يسلكون عالم الأزياء الساحر؟

البدء بعمر صغير جلب معه مجموعة من التحديات والحماسة في الوقت نفسه. أفضل نصيحة لأي شاب مصمم وطموح هو أن يبقى وفيا لشغفه وأن يحاول أن يعثر على نقطة القوة الخاصة به وأن يطورها بأسلوبه الخاص بعيدا عن التكرار والتقليد.

ما هي نصيحتك للمرأة العربية عموما والمرأة اللبنانية خصوصا التي تحب أن توجهها لها؟

أنصح النساء العربيات بالتركيز على تطوير نمطهن المميز واختيار الملابس التي تناسب أشكال أجسادهن وشخصياتهن. برأيي النساء اللبنانيات يتمتعن بذوق فخم في الملابس مع قدرتهن على ادخال نفحة عصرية حديثة.

ما هي آخر اكتشافاتك في عالم الأزياء؟

أحب الاتجاه الذي تتبعه العلامة التجارية Balenciaga فهو يدل على تقدم كبير في عالم الموضة ويعتبر اليوم برأيي منافسا سباقا لكافة العلامات التجارية في صناعة الأزياء.

ما هي مشاريعك المستقبلية وما الذي تتطلع اليه؟

أتطلع الى الحفاظ على نمو العلاقة التجارية واتخاذها بقدر المستطاع الى أبعد الحدود سواء من حيث الإنتاج أو التوزيع أو التعاون. لدي بعض الأفكار المتحمس لها أما بالنسبة للمشاريع المستقبلية التي أخطط لتطويرها أفضل أن تظل قيد الكتمان حتى الآن.

مقالات قد تثير اهتمامك