تصنّع النشوة شكل من أشكال التواصل؟

تصنّع النشوة شكل من أشكال التواصل؟

في هذه الزاوية، تتولّى عالمة الجنس د. ساندرين عطالله الرد على أسئلة القارئات والقرّاء واستفساراتهم وشهاداتهم حول كلّ ما يتعلّق بالجنس، وبحياتهم الجنسيّة وأفكارهم وهواجسهم ومشاكلهم.

تعترفُ 47% من النساء أنّهنّ تصنّعنَ اللّذّة، ولا يجدنَ أيّ إحراج في ذلك! فتصنّع النشوة برأيهنَّ شكلٌ من أشكالِ التواصل في صُلْب العلاقة الثُنائيّة. مع ذلك، لا يبدو هذا الأمر حِكراً على النساء فقط إذْ أنّ الرجال يفعلون ذلك أحياناً. ولكن أيّ حوافزٍ تدفع الرجال والنساء لتبنّي هذه الطريقة التقليديَّة الجنسيّة التي لا تَبطُل موضتها؟

تمارا: «لتحاشي التورّط في جدال»

«يحدثُ معي أحياناً أن لا أكون مركّزةً على الجنس بسبب انشغال بالي بأمورٍ أخرى» تقول تمارا (33 عاماً) مُتابعةً: «في مثل هذه الحالات أُمثّل الدور لتحاشي التورّط في جدالٍ لا أعرف نتيجة متاهاته. وبدل أن أُشعر شريكي بالذنب أو أن أُسيءَ إليه، أتصنّعُ الانتشاء. هذا شيءٌ سهلٌ عليّ وكلّ منّا تصله حقوقه. لماذا أزعجه بمخاوفي وبخاصّةٍ أنّ هذا يُفرحنُي لأنَّني أجعله سعيداً».

د. ساندرين: «الأفضل ألاّ نضع اللّوم على الآخر»
تمارا على صواب في ما تفعله. إنْ لم تَشعُر بالنَشوة في كلَّ مرّةٍ تقوم فيها بالعلاقة، فهذا الأمر ليس بالضرورة متعلّقاً بشريكها، بل، قد لا يكون هذا اليوم يومها المناسب. فلماذا تُجهدُ نفسَها في القيام بعملٍ ما، ثمّ تبدأ بالتساؤل عن منفعته؟ ما علينا فعله هو تجنُّب التوتُّرات غير البنّاءة داخل الحياة الزوجيّة لضمان نجاحها. لأنّه حينئذٍ، يشعر كلٌّ منهما أنّه تحت الضغط: هو يرغب بإرضاء زوجته بأيّ ثمن، وهي تريد طمأنته على رجولته مع احتمال تصنّع النشوة من جديد. وهكذا نجد أنفسنا في حلقةٍ مفرغةٍ محتّمة. فلنصنع الأسهل إذاً. في علاقة الحبّ، الأفضل ألاّ نضع اللّوم في إشكالاتنا على الآخر، إذ ليس من المناسب إنْ كنّا نمرّ ببعض الصعوبات أن نُعنّف الآخر، بل أن نطرحَ على أنفسنا الأسئلة المناسبة ونفكِّر فيها، يلي ذلك الاستعداد للحديث عنها.

باولا: «لكي أشجّعه»

تقول باولا (42 عاماً): «يتعلّق الأمر بالظروف، فتصنّعي للنشوة يحدث نادراً، ولكن عندما أقوم بذلك يكون من أجله ولكي أوصله إلى عمليَّة القَذف. هذا يحدث فقط عندما لا أكون في مزاجٍ مريح. ولأنّني لا أُريد أن أجرحه أتصنّع النشوة لكي أشجِّعه».

د. ساندرين: «إثارة الشريك تُشعُر النساء أنهنَّ مُثيرات»
أحياناً، تتصنّع النساء النشوة لتشجيع الشريك في رجولته. لكنهنَّ يفعلنَ ذلك أيضاً عندما يشعرنَ أنَّ النشوة لن تحصل. لا يعني ذلك أنهنّ يُضحينَ أكثر، بل على العكس، لأنّ اللّذّة الأنثويّة لا تُختَصر فقط بالمتعة الجسديَّة بل أيضًا بإثارة الشريك وإرضائه، وهذا يُشعُر النساء أنهنَّ مُثيرات. فاللّذّة في امتلاك السيطرة على الشريك أمر مهمّ في نظر المرأة.

سناء: «للمحافظة على صورتي كقنبلة جنسيّة»

أمّا سناء (28 عاماً) فتعترف أنّ «تصنّع النشوة يحميني. أكره أن يُقال عنّي إنّني باردة، فأنا أُفضّل المُحافظة على صورتي كقنبلة جنسيّة. وهذا يؤمّن لي الشعور بالتفوّق».

د. ساندرين: «هذا يُجنّب شريكها العار»
التصنّع طريقة تؤمّن للمرأة الحقيقيّة مواصفات لا بدّ منها في السرير، إذ أنَّها الضمانة لاعتبارها عاشقةً متفوّقة، ليس من أجل الرجل فقط بل من أجل اكتفائها، وذلك أيضاً يُجنّب شريكها العار بأنّه جسدٌ لا حياة فيه. في هذه اللّحظة تتصنّع المرأة المشاعر، بحيث تقوم بدور المرأة التي لا تُقاوم والتي تلبّي رغبات شريكها. قد يكون موقفُ سناء مجازفةً لانغلاقها على هذه الصورة الشهوانيّة التي تدَّعيها خوفاً من أن تكشُف لشريكها صورة المرأة الحقيقيّة التي تخبو داخلها.

ندى: «أثناء الممهّدات الأولى»

تقول ندى (25 عاماً): «نعم أقوم بذلك، لكن فقط أثناء الممهّدات الأولى حين لا أتركُ لنفسي حريَّة التصرّف بتلقائيّة، أو حين لا يكون زوجي قادراً على التحكّم بآليّة جسدي».

د. ساندرين: «الأولويّة هي لإثارة الإعجاب»
صحيح أنَّه عندما يلتقي شخصان للمرّة الأولى يسعَيان للظهور بأفضل مَظهر. كذلك، في أولَّ مُمارسة جنسيّة الهدف ليس الاستمتاع بقدر ما هو إغراء الآخر. لذلك تطغى فكرة الكمال من دون أيّ عيب من الرأس حتّى بلوغ اللّذّة. فالأولويّة هي لإثارة الإعجاب في اللّقاءات الأولى، وتكوين صورة جيّدة. لكن هنا أيضاً، يجب ألاّ نقع في الشرك المتعلّق بهذه الصورة والبدء بعلاقة على أُسسٍ مختلّة، لأنّ ذلك يجعل من الصعب التقدُّم نحو اكتشافٍ متبادل بمصداقيَّةٍ تامّة.

مقالات قد تثير اهتمامك