المخرج جو بو عيد: كليباتي كسّرت الأرض

بعد النجاح الكبير الذي حقّقه المخرج جو بو عيد في كليب «سبع ترواح»تعرّض لهجوم عنيف، واتهم بسرقة الأفكار، ولكن الهجوم الأعنف كان من الفنانة نيكول سابا التي رأت أن فكرته مسروقة من كليب أغنيتها المصورة «أنا كنت بحالي» الذي أخرجه لها المخرج الراحل يحيى سعادة. أما الهجوم الثاني على بو عيد، فكان من الممثل والمخرج باسم مغنية الذي قال أن بو عيد لم يحقّق النجاح في تجربته اليتيمة «تنورة ماكسي».

كيف رد المخرج جو بو عيد على هذه الإتهامات؟ وما هو الجديد الذي يحضره للفترة المقبلة، وما هي آخر أخبار فيلمه المقبل؟

كل هذه التفاصيل تحدث عنها جو بو عيد في حواره مع الحسناء:

 عدت الى إخراج الفيديو كليب بعد فترة غياب طويلة. فلماذا غبت ولماذا قررت العودة الآن؟

انا لم أغب عن اخراج الفيديو كليب بشكل كامل. من بعد الفيلم السينمائي وعدد من مشاريع الفيديو كليب التي قمت بها، كنت بحاجة الى  بعض الوقت للانتهاء من توزيع فيلم «تنورة ماكسي» ووضع مخطط لفيلمي المقبل. فضلاً عن ان سوق الفيديو كليب عرف ازدهاراً خلال الفترة الماضية ثم تراجع بشكل واضح، كما أن الإنتاج ليس في أفضل أحواله. وعمليات الإنتاج كانت بين العادية والهابطة. من جهة أخرى، ارتبطت في بداية العام ببرنامج تلفزيوني استغرق تصويره 3 اشهر في دبي، الى ذلك فإنني لم أجد نفسي في الاعمال التي عرضت عليّ خلال الفترة الماضية، إلى أن تلقيت عروضاً أخرى أحببتها ونفذتها وابصرت الضوء في فترات متقاربة.

 كيف ترد على المخرجين الذين يرفضون العودة الى اخراج الكليبات عندما يتجهون الى الإخراج السينمائي؟

لست مع هذا التصنيف، لكن السينما تحتاج الى تفرغ ووقت وتركيز. الفيلم السينمائي يستمر مدى الحياة، وجمهوره غير محدود. مثلا فيلم «تنورة ماكسي» عرض في 22 بلداً، وشاهده جمهور من بيئات وجنسيات مختلفة. لكن المخرج هو مخرج سواء قام  باخراج فيديو كليب او باخراج فيلم سينمائي، لان إحساسه وتفاعله يبقى واحدا في كلا المجالين.

أفكاري هي من صنعي

 هل تصّرف على انتاج افلامك من المال الذي تحقّقه في الكليبات؟

شركة انتاجي هي المنتج المنفذ لكليباتي، وبالنسبة الى فيلمي المقبل سوف يكون مدعوماً بانتاج من الخارج، او ربما يتحمل منتج معين مسؤولية الإنتاج.
لا يمكن لفيلمي المقبل أن يعتمد على الإنتاج الشخصي لأن ميزانيته مرتفعة، ويجب ان يكون هناك مشاركة في الانتاج.

 وهل سيكون الفيلم من توقيعك ككاتب أيضاً كما حصل في فيلم «تنورة ماكسي»؟

ربما يحصل تعاون مع كاتب أخر ليكون النص نتاج كتابة مشتركة.

 بالعودة الى الكليبات وآخرها كليب مايا دياب، اتهموك بسرقة فكرته وهذا ما قالته الفنانة نيكول سابا التي اضافت أنك استنسخت فكرة كليب «سبع ترواح» من فكرة كليب «أنا كنت بحالي» للمخرج الراحل يحيى سعادة، ثم قمت بتوسيعها، وإدخال بعض التعديلات عليها. كيف تعلق على هذا الموضوع؟

حتى الأن انا لم اعلق على هذا الموضوع، وكليب «سبع ترواح» أكبر وأهم من ان يتهم بالسرقة. الكليب أثار ضجة كبيرة لم يحققها أي كليب آخر في السنوات الأخيرة. لماذا يأتي أحدهم ويحاول التخفيف من وهج نجاحه بالقول أنه عمل مسروق. لا يوجد اي تشابه بين العملين ولقد تأكدت من ذلك من نفسي عندما شاهدت الكليب الذي تحدثوا عنه. الفرق بينهما واضح وشاسع جداً. في كليب نيكول «وحدي قاعدة ببيتها وطالبة دجاج ديليفيري وبدها تطبخه»، بينما يتحدث الكليب الذي أخرجته لمايا عن أمرأة  تدعو الى بيتها الرجال السبعة الذين مروا في حياتها، وتسببوا لها بالأذى، فتتخلص منهم في يوم واحد لكي تقول «انتم أصبحتوا من الماضي». انا  احب نيكول واحترمها ولكنني لا أقبل أن تشهّر بكليبي بهذه الطريقة وأن تقول انه مسروق. أنا يمكن أن أسمح باتهامي بكل شيء الا بالسرقة، لأن كل أفكاري هي من صنعي. برأيي هم الذين يسرقون من نجاحي، لكي يجذبوا إليهم الاهتمام والأضواء، وأنا أطلب من الناس ان يشاهدوا الكليبين وأن يقولوا لي أين هي السرقة. عادة أنا شخص لا يرد وبعيد عن الإعلام ولكن وصلت الى موقف، يتطلب مني ان أسكتهم، لأنني أذا فتحت لهم المجال «بيطلعوا كتير بالعالي». انا شخص مهذب ومحترم ولا اتحرش باحد، وعندما أقدم عملاً ناجحاً يبدأون بـ«الفلسفة» وأنا لن أسمح لاحد بان «يتفلسف» عليّ.

من يكون لكي ينتقدني!

 كيف ترد على اتهام باسم مغنية الذي قال أن فيلمك لم يحقق النجاح؟

ومن يحق له أن يحدد النجاح؟ هل باسم مغنية هو الذي يحدد ما إذا كان الكليب ناجحاً، أم 22 مهرجانا عالمياً طلبوا الفيلم وحصد 11 جائزة؟ هذا هو مقياس النجاح وليس شخص أخرج كليبات لم يشاهدها او يسمع بها أحد. وهناك مجلة لا أريد ان أذكر اسمها لأنها «مبهدلة»، وكتبت قائلة أن المخرج المخضرم ينتقد التجربة اليتيمة لـ جو بو عيد. «وين الخضرمة»؟ هم يفعلون ذلك بدافع الغيرة لأنهم لم يحققوا شيئاً في حياتهم، ولم يتركوا أثراً في نفوس الناس، فيبدأون بـ «الفلسفة». لا احب ان ارد على احد وافضل ان استغل وقتي في عملي وأن أقدمه لمن يقدره وهذا يكفيني ولا أريد أكثر. بيني وبين نفسي أنا أنتقد نفسي، لا يوجد شخص ينتقد نفسه بقسوة  أكثر مني، ولن اسمح لاحد بان ينتقدني. هل يظن نفسه مارتن سكورسيزي أم مدير مهرجان كان أو مثلا ستيفن سبيلبرغ! لا أعلم ما الذي خطر بباله لكي ينتقد الفيلم بعد 4 سنوات. أنا لا اجرّح بأحد ولكن هناك من يحاول إستفزازي، فينتقد اعمالي «اللي مكسرة الأرض» بدافع الغيرة وليس اكثر. (وقال متوجها بالكلام إلى باسم مغنية) من تكون لكي تنتقدني وكل الكليبات التي أخرجتها ما كان مصيرها؟ أنت قمت بإخراج مسلسل لم يشاهده أحد، والمسلسل نفسه طُلب مني القيام بإخراجه، ورفضت. اخرجت كليب لنانسي عجرم «كّسر الأرض» وحقق نسبة مشاهدة بلغت المليون، هل يمكن أن تخبرني عدد المشاهدات التي حققتها أعمالك؟ كل الناس يتكلمون عن «ملكة البطيخ» حتى اليوم.

نانسي البنت المهضومة واللعوب

 وما حقيقة الأخبار التي اشارت الى ان نانسي عجرم تراجعت عن التعامل معك، في إحدى اغنياتها، لأن فكرة كليب «ما تيجي هنا» كانت قريبة من فكرة كليب «أحبك آه أخاصمك لا»، وأن مدير اعمالها جيجي لامارا رفض فكرة سيناريو آخر كنت قد قدمته لانه قريب من فكرة أغنية مصورة بالطريقة نفسها؟

أحب أن اقول أن كليب «ما تيجي هنا» هو المفضل عند نانسي عجرم  والأقرب الى قلبها، ولذلك أقول لمن يفبركون هذا الكلام أنهم يصطادون في المياه العكرة. لا يوجد اي تشابه بين كليب «ما تيجي هنا» وكليب «أحبك آه». ولا يحق لأي كان أن يدّعي التشابه بينهما لمجرد أن الاغنية مصرية، أو لانني قدمت نانسي بهذا الكاريكاتير المهضوم والذي أغرم به الناس قبل عشرة سنوات. أنا عدت وقدمت نانسي في كليب «ما تجي هنا» البنت المهضومة واللعوب التي تلعب وتغني وتقفز. وهذا يعتبر نجاحاً لي ولنانسي عجرم التي قالت بنفسها «ولو بعد عشر سنوات سوف أظل البنت الصغيرة اللي بتنط وبتلعب». نانسي قدمت كل شيء في كليباتها، الدراما والكلاسيك وغنت للأطفال والناس انقسموا حول ما قدمته. كليب «ما تيجي هنا» حقق نجاحاً باهراً واليوتيوب يشهد على نجاحه، لانه من أكثر الكليبات نجاحاً في مسيرتها الفنية. هناك من ينتقد الآخرين، في حين أنه يقدم كليبات فاشلة لا تستحق أن تشاهدها «نصف مرة».

البنت الشقية نوال الزغبي

 جديدك هو إخراج كليب لنوال الزغبي بعنوان «عم بحكي مع حالي» والذي سيبصر النور قريباً. فكيف ستقدمها في هذا العمل بعد أن نجحتما معاً في كليب «يا جدع»؟ وكيف ترد على الحملة التي شنت عليك بسبب التأخير في المونتاج؟

أنا تاخرت اسبوعاً في المونتاج لأنني «نيقة» في عملي. من بعد النجاح الكبير الذي حققه كليب نوال الزغبي «يا جدع» والذي اعتبر البعض أنه شكّل عودة قوية لها الى الساحة الفنية، باستعراضاته ورقصه وهضامته، كان لا بد أن أقدمها في الكليب الجديد «عم بحكي مع حالي» بأسلوب مختلف. سوف اقدم نوال لأول مرة بدور البنت الشقية، وأنا أصرّ على أن يكون أجمل من الكليب الذي سبقه، ولذلك تطلّب تنفيذه وقتاً إضافياً، وهو سيبصر النور خلال الأيام القليلة المقبلة.

التحضير لفيلم جديد

 وماذا تحضّر للفترة المقبلة؟

كليب جديد مع الفنانة مايا دياب، وكليب آخر صورته في الهند مع الفنانة أحلام، وأنا أقوم حالياً  بعملية المونتاج، إضافة الى التحضير للفيلم الجديد، خصوصاً وأن الناس يطالبون بفيلم جديد ليس في لبنان فقط بل في الخارج أيضاً. الناس احبوا فيلم «تنورة ماكسي» وهم ينتظرون ماذا سأقدم لهم في الفيلم الثاني، وأنا على أحرّ من الجمر لتقديم هذا العمل، ونحن في لبنان قادرون على إيصال أفكارنا وأن نقول أشياء كثيرة.

 

نشرت المقابلة في مجلة الحسناء عدد تشرين الأول/ أكتوبر 2016

مقالات قد تثير اهتمامك