فايسبوك يحسّن المزاج أم يعكّره؟

رد موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك على التصريحات التي أشارت بأنه يمكن أن يضر بسلامة المستخدمين وصحتهم العقلية.

إذ أكد فايسبوك في مدونة إنه رغم الأدلة على أن الموقع قد يؤثر سلبا على المزاج العام، فإن طريقة استخدامه هي التي تحدد مدى تأثيره على الشخص، وأنه يمكن التغلب على سلبيات الموقع عن طريق زيادة الاستخدام والتفاعل بشكل إيجابي.

لكن خبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي اعتبر أن الطريقة التي صُمم بها فايسبوك تجعل من الصعب استخدامه بطرق أفضل.

كانت الأسبوع الماضي أثيرت تساؤلات حول تأثير فايسبوك على صحة مستخدميه، بعد تعليقات من شون باركر، أول رئيس لشركة فايسبوك، وتشاماث باليهابيتيا، المدير التنفيذي السابق للشركة، إذ أكد باركر إن الموقع صمم بطريقة تساعد على ضمان عودة الشخص لاستخدامه مرة أخرى. فيما أشار باليهابيتيا إن الشبكة الاجتماعية قد "مزقت المجتمع" واستغلت علم النفس البشري للحفاظ على مستخدميها.

وردا على ذلك، اكد فايسبوك إنه تغير كثيرا في السنوات الست الماضية منذ رحيل باليهابيتيا، وإنه لم يعد يركز فقط على توسيع قاعدة المستخدمين، وصرح مدير البحوث في الشركة، ديفيد جينسبيرغ، إن هناك نقاشا داخليا مستمرا في الشركة حول ما إذا كان الوقت الذي يقضيه الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي مفيدا أم لا. وأشار إلى أن هناك "بحثا مقنعا" ربط بين ارتفاع معدل الاكتئاب بين المراهقين وزيادة الفترة التي يقضونها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتناول الطريقة التي أدت بها التكنولوجيا الحديثة إلى تغيير العلاقات الاجتماعية.

لكن في مقابل هذه العيوب هناك أيضا مميزات، إذ اتضح أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يحسن المزاج العام للمستخدمين ويساعد على الحفاظ على الروابط الاجتماعية التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الشخص وقدرته على التكيف والتأقلم مع الظروف المختلفة، وقال جينسبيرغ إن الشيء الذي يصنع الفارق هو كيفية استخدام الشخص لفايسبوك، وأنه كما هو الحال مع العلاقات الشخصية المباشرة، فإن التفاعل مع الأشخاص الذين تهتم بهم يمكن أن يكون مفيدا، في حين أن مجرد مشاهدة أشخاص لا تهتم بهم قد يصيبك بشعور سيء". مشيراً إلى أن زيادة النشاط على موقع فايسبوك والتفاعل مع الناس أفضل من مجرد الاطلاع على أخر المستجدات والمشاركات بشكل سلبي.

وحسب جينسبيرغ يعمل فايسبوك الآن على تطوير الموقع بالشكل الذي يساعد الناس على المشاركة النشطة بدلا من أن يكونوا مجرد متفرجين.

لكن بيرني هوغان، وهو باحث بارز في معهد أكسفورد للإنترنت كتب كثيرا عن موقع فايسبوك، شكك في مدى سهولة استخدام الناس للموقع "بتفاعل إيجابي".وقال: "ما يحاول الباحثون ببراعة القيام به هو وضع ما يعتقدون أنه وسيلة جيدة لاستخدام فايسبوك. لكن ما لا يتحدثون عنه هو أن هذا الاتجاه ليس ما صمم فايسبوك من أجله".وأضاف: "إنهم يقولون إن الحل هو المزيد من التفاعل والقليل من نشر التعليقات. لكن المشكلة هي أنهم يصممون أدوات هندسية لزيادة النشر".

 

مقالات قد تثير اهتمامك