غادة السمّان "علّمت" عشّاقها قواعد النّفري الجنسيّة الـ٤٧؟!

انتقد الروائي السوري خليل صويلح مواطنته الروائية الرائدة غادة السمّان لإصدارها في كتاب رسائل حب الشاعر انسي الحاج اليها والتي كتبها العام ١٩٦٣. والكتاب الذي ضم تسع رسائل من الشاعر والصحافي الكبير الراحل، أتى بعد ثلاثة وعشرين عاماً على اصدار السمان رسائل حب الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني اليها في كتاب مماثل من غير ان تضمّن اياً منهما رسائلها الجوابية او تظهر صورتها واحوالها كمعشوقة وربما عاشقة ايضاً. وكتب صويلح في مقالة نشرتها "الاخبار" اليوم في بيروت:"انها ليست محاكمة (للسمّان) لكننا نرغب أن نقرأ يوماً «رسائل غادة السمّان إلى...» كي تكتمل الصورة الناقصة لصاحبتها المحتجبة المتوارية، بقدر بسالتها في استثمار رسائل قديمة مصفرّة" حسب تعبيره. ليضيف: "لكن مهلاً، ماذا لو كشفنا الغطاء عن رواية لم تنل حظها من الشهرة، كتبها الروائي السوري عبد الكريم ناصيف، وصدرت قبل ثلاث سنوات بعنوان «النمس والأفاعي» (دار التكوين - دمشق)؟ كنت أنوي تجاهلها لظني بأنها تسيء إلى غادة السمّان بوصفها إحدى شخصيات الرواية، ذلك أن شخصية «ميادة» الدمشقية المستهترة في الرواية تحمل ملامح غادة السمّان تماماً". وقال صويلح في مقاله الهجومي ان الروائي المذكور "يشير صراحة إلى كتابها «أعلنت عليك الحب» بالاسم، وإلى أنها أسست دار نشر باسمها في بيروت، وتزوجت ناشراً معروفاً، قبل أن يصفها بأنّها «ترتدي جلد أفعى»، و«جسدها موقد نار، لذلك تبحث دائماً عن مطفأة»، وهي من علّمت بطل الرواية «النمس» قواعد «النفّري» السبع والأربعين الجنسية وتطبيقها معه ببراعة، بالإضافة إلى «فضائح» أخرى". وختم: "سيحتج كثيرون- أنا واحد منهم- على تعرية الحياة الشخصية لكاتبة على هذا النحو، بما يتماثل مع احتجاجنا على نشر رسائل عشّاق غادة السمان على حبل غسيل مهترئ تحت بند التوثيق الأدبي وحسب". لكن ما فات الزميل صويلح ان الشخصية الروائية وإن حملت ملامح واشارات الى الكاتبة السورية الكبيرة، الا انها ليست "حياتها الشخصية" بل مجرد شخصية روائية كما تخيلها مؤلف الرواية (ولا نعرف هل "حكمَ" عليها، او كفّرها مثلاً). والاهم: هل ان السمان في نشرها رسائل الحب انما سعت الى "الفضح" والإساءة للاديبين، حتى ولو ارضت بعض نرجسيتها؟ وهل كشف قصص حب الادباء مثابة "نشر للغسيل الوسخ" كما لو ان حب الرجل وتجريحه بعشق امرأة هو اساءة الى الذكَر في الكاتب الشرقي وقرائه؟ اليس ان حكماً كهذا يتعارض مع شعر الحاج واعترافاته كعاشق متيّم في عشرات القصائد، ومع شخصيات كنفاني الادبية؟ واخيراً اذا كانت السمان "ترتدي جسد افعى" و"مستهترة" و"جسدها موقد نار" فلماذا لم تتجاوب مع الحاج، مثلاً، كما يظهر من رسائله؟ اما انها عاشت في بيروت الستينات امرأة حرة، بوهيمية وكاتبة جريئة، فليس هذا بالمخزي. حتى ولو اخفت رسائلها الى عشاقها ولم تُشبع عطش القارئ وربما مؤرخ الادب الى حقيقة مشاعرها  تجاههم فلا تبدو كما يقول صويلح (مصيباً) مجرد "صندوق بريد" رسائل عشاقها الكثر.

مقالات قد تثير اهتمامك