"شكسبير إن حكى": سهرة لا تُنسى
"شكسبير إن حكى": سهرة لا تُنسى
"شكسبير إن حكى": سهرة لا تُنسى
"شكسبير إن حكى": سهرة لا تُنسى

"شكسبير إن حكى": سهرة لا تُنسى

سهرة لا تُنسى امضيتها امس في مسرح الآباء اللعازاريين في الاشرفية مع ديفا المسرح اللبناني بلا منازع ميراي معلوف، والقدير الذي لم يلوثه المسرح التجاري ولا الدراما المحلية، رفعت طربيه. "شكسبير إن حكى" العرض الذي اخرجه جلال خوري واستقبله مهرجان البستان الدولي قبل مدة كأنه يستوحي عنوانه من كتاب سعيد عقل "لبنان إن حكى". وقد استعاد خوري في اطلالاته بين المَشاهد مقدّماً اياها ما طالما ردّده عقل عن ان "مليون شخص في بريطانيا يأكلون سنوياً من معجن شكسبير" الذي تُعرض اعماله بلا توقف. العرض عبارة عن مشاهد مسرحية متفرّقة وقراءات من سونيتات شكسبير لمناسبة 400 سنة على غيابه. معلوف الممثلة المسرحية التي رافقت بدايات المسرح اللبناني الحديث والاختباري قبل ان تستقر في فرنسا حيث لا تكف عن الاشعاع على خشبات باريس ولندن، خطفت انفاس الصالة بحضورها الآسر ونبضها الذي يخفق مع الكلمات. اما صوتها العميق كنهرٍ بين ماض وحاضر، بين عاشقين او عدوّين، فكان احد ادواتها الفنية بمخارج حروف ولا انصع وتناغمٍ مع الفصحى وعشقٍ لتراكيبها وموسيقاها كأنما الممثلة لا تعيش منذ عقود في فرنسا. مشاهد من روميو وجولييت، هاملت، مكبث، ريتشارد الثالث، حلم ليلة صيف، وسواها نسّقها خوري الذي اطل مراراً ليذكّرنا بعشقه شكسبير رغم انحياز مسرحه الى مدرسة المسرحي الالماني الملتزم برتولد بريخت. ولطالما كانت اعمال خوري منذ الستينات ("جحا في القرى الامامية"...) احد اتجاهات المسرح اللبناني الاساسية. اذن حضرَ شكسبير وصراعات الخير والشر، الحرب والسلام، الحب والتملك، السلطة والدم، الحب والغيرة، الحب والكذب. وحضرت الكنايات والاستعارات والمفردات الشكسبيرية التي ما زالت تؤثر في النفس وتوغل، وإن مترجمةً، كما لو كُتبت اليوم او ذات امس قريب. ويدور العرض في عدد من المناطق اللبنانية بدعوة من حركة "معاً نعيد البناء" ومؤسسها الاب مارون عطالله. وهو شكرَ استهلالاً الرئيس العام للآباء اللعازاريين الأب زياد حداد "لإصراره ان يكون الافتتاح على مسرح الدير". 

مقالات قد تثير اهتمامك