عن هستيريا تمجيد فيروز في عيدها

عن هستيريا تمجيد فيروز في عيدها

لا تخلو هستيريا تمجيد فيروز - الشخص- في عيد ميلادها، من أشكال عبادة الشرقيين للاله التوحيدي المتسلط وصوره الارضية متمثلةً في الزعيم ورجل الدين والأب واحياناً في الفنان والشاعر والمثقف حيث يتماهى المعجبون مع سمات في اشخاص هؤلاء او اعمالهم، كما يُسقطون عليهم اهواءهم ورغباتهم. بالطبع في صوت المطربة وخزانتها الغنائية الوفيرة ما يشفع لها استحقاقاً للاعجاب والتكريم. كما تمثل اعمالها مع الاخوين رحباني وفيلمون وهبي وزكي ناصيف وسعيد عقل وسواهم وثيقة فنية ملفتة عن مجتمع ونمط حياة يكاد يأفل تحت نعال الاصوليات المنبعثة والوافدة معذّاة بالمال ومشاريع حروب لا تنتهي. لكن كم في ما يُكتب ويذاع اليوم عن المطربة والرمز اللبناني - في لحظة يبدو الكيان اللبناني مهدداً بالتشلع والزوال والديكتاتوريات العربية تجدد "شبابها"- من اعادة انتاج صور الاستبداد الشرقي (من دون تحميل المطربة كل المسؤولية عن صورتها كديفا، اي كمعبودة جماهيرية، بل تتحملها ثقافة كاملة نعيشها منذ قرون، وكذلك لعبة صناعة الديفا). وكم في هذا الاحتفاء بفيروز "بحبك يا لبنان" من تحسر على وطن يندثر ودولة بات يحكمها مرتزقة وسفاحون. ثم الا يبدو ان لا مناص من "الايديولوجيا" اللبنانية في عالم متبرّم بالعولمة والدين والدم.

مقالات قد تثير اهتمامك