تأييد اسرائيل وراء فوز ديلن بنوبل؟
تأييد اسرائيل وراء فوز ديلن بنوبل؟
تأييد اسرائيل وراء فوز ديلن بنوبل؟
تأييد اسرائيل وراء فوز ديلن بنوبل؟

تأييد اسرائيل وراء فوز ديلن بنوبل؟

أسعد اعلان فوز المغني والملحن وشاعر الاغنية الاميركي بوب ديلن بجائزة نوبل للآداب ٢٠١٦ اليوم الملايين في العالم، وهو الذي باع اكثر من مئة مليون اسطوانة (الاكثر مبيعاً في التاريخ) وصنفته مجلة "التايم" ثانياً على لائحة الفنانين المائة الاكثر تأثيراً عبر العصور. كما حقق ديلن حلمه الشخصي بالفوز بالجائزة. لكنّ هذا الفوز، على اهميته، اثار مسألتين، الاولى منح الجائزة لمغنٍّ للمرة الاولى منذ تأسيسها العام ١٩٠١، والثانية تعاطف الفنان يهودي الولادة مع اسرائيل (كاد ينتقل وهو فتى للعيش في كييوتس لولا ان طلبه قد رُفض) علماً انه معروف بدعم قضايا محقة كحقوق الاقلية الافريقية الاميركية ورفض حرب فييتنام. فهل موقفه المذكور وراء فوزه؟ وهل يجعله غير مستحق الجائزة؟ ام ان ما قدمه لشعر الاغنية الاميركية من مواضيع جديدة اجتماعية وسياسية وصور شعرية مبتكرة، عدا تأثيره الكبير في دعم الحقوق المدنية والسلام، وراء فوزه؟ واذ يسأل بعضنا هل كان ليفضَّل الفنان الاميركي الشعبي على مئات المرشحين من كبار الادباء لولا موقفه المنحاز هذا، يجيب بعضٌ آخر بأن ليس كل من فازوا بنوبل الادب مؤيد للاحتلال بل ان بينهم المعارض بشدة كالروائي والمناضل الافريقي وول سوينكا المؤيد حتى للمقاطعة الاكاديمية والثقافية والرياضية لاسرائيل. في احدى اغانيه منتصف الستينات كتب عن الجيرة الصعبة لاسرائيل واليهودي (وإن اكتفى بالرمز ولم يسمّهما): "عجباً فتوة الحي، مجرد رجل واحد ويقول اعداؤه انه على ارضهم، يفوقونه بالعدد مليوناً على واحد، لا مكان له ليلجأ اليه، لا مكان للهرب، انه فتوة الحي". انحياز مخيّب حقاً ونظرة الى ما يجري في الشرق الاوسط بعين واحدة. 

لطالما كانت علاقة ديلن مع جذوره ودينه اليهودي ملتبسة ومعقدة. هاجر اجداده من اوروبا الشرقية الى الولايات المتحدة حيث ارارد ان يثبت انه "اميركي". وبهدف الانفكاك عن العائلة والاجداد غيّر اسمه من روبرت الن زيمرمن الى بوب ديلن على اسم الشاعر الذي احبّه: ديلن توماس. العام ٢٠٠٤ قال لـCBS: "تولد في الاسم الخطأ والاهل الخطأ، هذا يحصل كما تعرفون. ثم تغيّر اسمك الى ما تحب من الاسماء، فنحن في بلد حر". ديلن الملحد عاد يهودياً، حسيدياً، مدةً قبل ان يعتنق المسيحية الانجيلية العام ١٩٧٠. لكنّ انتماءه الاعمق ظَلَّ الى الموسيقى والغناء خارج العقائد الضيقة. واكثر ما يتجلى هذا في مواقفه السياسية والثقافية من القضايا المدنية في بلاده وحرب فييتنام حيث كان مع جون لينون من المؤثرين فكرياً وليس فقط فنياً في رفضها، وكذلك في اغنياته بوضوح غالباً وترميز احياناً. البوماته الكثيرة تدل على سعي دؤوب وراء المعنى و"الصواب" غير خائف من التبدّل تماماً كما في الوانه الفنية او استبداله الغيتار الكلاسيكي بالكهربائي ثمانينات القرن الماضي.

فنان ونوبل

يُذكر انها المرة الاولى يفوز فنان بنوبل الادب مكافأة على شعر اغانيه. وبذلك وسّعت اللجنة مانحة الجائزة مفهومها للادب والشعر ليطاول الشعر المكتوب للاغنية، وهو في العادة اقل تركيباً وتعقيداً ابداعياً من الشعر الذي طالما كرسته نوبل وسواها من الجوائز الادبية. واللجنة انما تتوسع في تعريف الادب للعام الثاني على التوالي بعد منح جائزتها لكاتبة وصحافية (البيلاروسية سفيتلانا اليكسييفيتش) تبني كتبها "الروائية" على مئات وآلاف الشهادات لناجين من حروب ومعتقلات او من مأساة مفاعل تشرنوبيل. وتساءل نقاد عن الشكل الروائي لكتبها وهل تدعم الاكاديمية السويدية الكتابة التجريبية في الرواية ام تأخذ في الاعتبار موقف الكاتبة المنتقد الحقبة الشيوعية وما تسمّيه بـ"الجنس السوفياتي المنقرض". وهنا يبرز من اعتبر موقفها ضميرياً وواجباً اخلاقياً على الادب في التضامن مع ضحايا الشيوعية ومن فسّره "سياسة" تمَّت مكافأتها بالجائزة الاشهر في العالم، وأميل شخصياً الى الفريق الاول.

يبقى انه عدا البومات ديلن وجولاته الغنائية نشرَ ستة كتب من الرسومات وعُرضت أعماله في المعارض الفنية الكبرى. كما حاز العديد من الجوائز قبل نوبل منها 11 جائزة غرامي وجائزة أوسكار وغولدن غلوب. وفي أيار/مايو 2012 تلقى وسام الحرية الرئاسي من الرئيس الاميركي باراك اوباما.

مقالات قد تثير اهتمامك